القيادة

الذكاء الاصطناعي والقيادة المزيج السحري للتفوق والنمو

Rating: 4.3/5. From 3 votes.
Please wait...

لم يفق بعضنا من أثر الصدمة، بما رأه من إمكانيات مهولة للذكاء الاصطناعي. وبينما ينشغل البعض بالحديث عن التخوفات من مستقبل هذه التقنية الثورية؛ ينشط آخرون لتوظيفها والاستفادة منها. لإحداث تحول وقفزات ربما تجعل الهوة بينه وبين أقرب منافسيه تقاس بالأعوام بلا مبالغة.

لك أن تتخيل أن ChatGPT3 استطاع أن يجتاز بتفوق اختبار ماجستير إدارة الأعمال في احدى أعرق الجامعات. بل وتجاوز أيضا اختبار الترخيص الطبي الأمريكي. لذا لا مجال للإنكار والتردد، نحن أمام تقنية ثورية ستعيد تشكيل كل مناحي الحياة على الإطلاق، ومنها عالم الأعمال والقيادة.
وقد انتقلت بعض الشركات بالفعل من مجرد استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالها، إلى مستوى توظيفه وتطويره، بل وتخصيصه لمجالها.

الذكاء الاصطناعي والقيادة


ما هو الذكاء الاصطناعي؟


التعريف العلمي للذكاء الاصطناعي لا زال يكتنفه حالة من الجدل بين أهل الاختصاص . وقد عرفته جامعة أكسفورد أنه : مجموعة من التقنيات والأساليب، التي تمكن الأنظمة الحاسوبية من أداء المهام؛ التي تتطلب الفهم والتفاعل مع العالم الطبيعي بشكل مماثل للبشر.

الذكاء الاصطناعي والقيادة

الذكاء الاصطناعي تحول رقمي (ثوري) في العمل الإداري


يمارس القادة والإداريون في المنظمات حزمة من المهام الروتينية والتطويرية، ويخوضون سباقًا محمومًا للتفوق على المنافسين. وهنا يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي فرس المضمار؛ الذي بدأت المنظمات الناهضة بالاعتماد عليه لتجاوز الخصوم والمنافسين. فهو يوفر جهود أيام بل وشهور من البحث والتفكير والتحليل، ودراسة الخيارات والبدائل، وإنجاز المهام الاعتيادية، ووضع التصورات والمقترحات. كأنه خبير متخصص في مجالات متعددة، يستطيع صنع مزيج من خبراته؛ ليخرجها لك في صورة قابلة للتنفيذ.


فرص استخدام الذكاء الاصطناعي في المنظمات:


لا أبالغ إن أخبرتك أن تقنيات الـ (AI) لن تترك شيئا من الأعمال الإدارية إلا وستدخلها. لكن دعني أشير لبعض منها فيما يأتي:

الذكاء الاصطناعي والقيادة

تدريب القيادات:

ابتداء من تحديد الأفراد المؤهلين للقيادة، ومرورًا بتحديد احتياجاتهم التدريبية. ومن ثم تصميم البرامج التدريبية الملائمة لهم وفق معايير عالية، كلها مهام أصبحت ضمن نطاق عمل الذكاء الاصطناعي.

مهام الموارد البشرية:

لك أن تتصور مهام الموارد البشرية من ضبط الدوام؛ إلى منح الإجازات الدورية. إلى قياس الأداء الوظيفي للعاملين. بل وقد دخل مجال إجراء مقابلات العمل؛ واعطى نتائج تحليلية قوية عن المتقدمين.

خدمة العملاء:


تخصص المنظمات عددًا من الموظفين؛ يتعاملون يوميًا مع الآلاف من المكالمات ورسائل العملاء. وتتطلب جميعها ردًا ملائمًا، اختزل الذكاء الاصطناعي هذه المهمة وأصبح لدى كثير من الشركات تطبيق (Chat bot) يتولى الرد على أسئلة العملاء وشكاويهم. بل طورت بعض الشركات التقنية روبوت (Chat bot) لا تقتصر مهمته على الرد والحوار بل يمكن أن يقوم بتنفيذ طلبك، وحل مشكلة الشكوى دون تدخل بشري.

العمليات الروتينية:

هناك المئات من المهام اليومية التي يمكن إحالتها للذكاء الاصطناعي، وسيقوم بإدائها بشكل ممتاز. فيمكن عبر ربط منصات الـ الحالية باستخدام بروتوكول “IF- Then” يمكن تصميم حاسوب قادر على إنجاز أي شيء تقريبًا. فلا تحمل هم الرد على رسائل البريد الإلكتروني، ولا صياغة الخطابات الرسمية، وإعداد مقترحات المشاريع والبرامج التطويرية، فكلها أصبحت ميسرة؛ وممكنة عبر تقنيات الـ (AI).

مفاتيح النجاح في التحول إلى توظيف الذكاء الاصطناعي:


للحاق بهذه الثورة التقنية الهائلة؛ أنت بحاجة إلى:

  • تطوير البنية التقنية لمنظمتك، لتكون مؤهلة لتوظيف التطور المتسارع في الذكاء الاصطناعي.
  • تطوير قدرات فريقك التقني للحاق بهذه التقنية وتطويرها، ووضع أفكار وحلول لتخصيصها؛ حسب مجال منظمتك واحتياجاتها.
  • تدريب موظفيك على مهارة تعتبر هي الأهم في التعامل مع مواقع الذكاء الاصطناعي؛ بمختلف أنواعها وهي مهارة (هندسة الأوامر)؛ وهي تعني باختصار كيف تعطي الأوامر لتطبيق الذكاء الاصطناعي لتحصل على ما تريده بالضبط، وكيف تبني التكامل بين أدوات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات المحاسبية والإدارية التي تستخدمها منظمتك، وقد أشارت الدراسات الحديثة إلى أن (هندسة الأوامر) ستعتبر المهارة الأكثر طلبًا والأعلى أجرًا في المستقبل.

“وظيفة المستقبل قد تكون وظيفة الفيلسوف الذي يفهم التكنولوجيا، وما تعنيه لهويتنا الإنسانية، وما تعنيه لنوع المجتمع الذي نود رؤيته”

ديفيد دي كريمر


آفاق مستقبل الذكاء الاصطناعي في الأعمال الإدارية:

مستقبل الذكاء الاصطناعي مليء بالمفاجآت، فيوميًا تظهر عشرات الأدوات ومواقع (AI). والتي تنفذ عددًا من المهام الفنية والإدارية والتخصصية باحترافية وذكاء، والأجمل أن هذه الأدوات تعمل وفق مبدأ التعلم المستمر، فهي تتعلم من تجارب المستخدمين ويتطور أداؤها وفقا لذلك.
أما الجانب المظلم لهذه التقنيات فلا ينكره أحد، لكن لنكن مطمئنين أن هذه التقنية مهما تطورت وتعلمت لن تحل مكان البشر يومًا. ولن يحدث أبدًا ذلك السيناريو الأسود؛ الذي بشرت به أفلام الماتريكس والخيال العلمي.
إن كان من توصية ختامية لهذا المقال عزيزي القارئ فهي: أن تبادر أنت كفرد أولا بتعلم كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي؛ باحتراف وتوظيفه في عملك، ثم تدريب فريق منظمتك أيًا كان مجالها على استخدامه بطريقة موجهة ومدروسة.

عزيزي القارئ هل توافقني الرأي؟ شاركني رأيك في التعليقات ..

Rating: 4.3/5. From 3 votes.
Please wait...

أحمد باحصين

استشاري تخطيط استراتيجي اخصائي تطوير مؤسسي متخصص في التدريب القيادي والاداري وتقديم وإعداد برامج الموهوبين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى