Site icon مدونة حضرمي

الخطوات السبع لتحديد الاحتياجات التدريبية

تحديد الاحتياجات التدريبية

في عالم تحتدم فيه المنافسة، تبقى الخلطة السرية للتفوق كامنة في المورد البشري، والقدرة على الاستثمار فيه، لإخراج أفضل ما لديه من مواهب وقدرات، عبر توظيف قابلية الانسان العظيمة للتعلم، واكتساب المهارات والمعارف والسلوكيات.
وتمثل عملية تحديد الاحتياجات التدريبية نقطة أساس جوهرية؛ للانطلاق في عملية تطوير قدرات رأس المال البشري، ليحقق أهداف الشركة.

ماهي الاحتياجات التدريبية Training Needs


يمكن تعريف الاحتياجات التدريبية بأنها مجموعة التغيرات والتطورات المطلوب إحداثها بغرض تحقيق التوازن بين أداء الفرد و وظيفته وأهداف منظمته.

لماذا نحتاج للتدريب في الشركات؟

سمعت أكثر من مرة من بعض المديرين: لماذا أنفق كل هذه الأموال لتدريب الموظفين؟
أليس الأولى أن أوفر كل هذه التكاليف وأوظف أشخاصا مؤهلين؟
أعتقد أن هذا المفهوم قديم، ولم يعد مجديًا اليوم، كما أن فيه ضعف إدراك لطبيعة عالم الأعمال، فالأعمال ليست قوالب جامده وروتين لا يتغير، فنحن في عالم تتسارع فيه التطورات والاحداث والمتغيرات، وبطبيعة الحال تتغير فيه حاجات الناس (العملاء)، مما يحتم على الشركات العمل اعداد كوادرها للاستجابة السريعة لاحتياجات عملائها.
فالمنظمات بحاجة دائما لتوظيف الكفاءات المؤهلة والأفضل، لكن هل يعني هذا الاستغناء باستمرار عن الموظفين بسبب عدم قدرتهم على مواكبة متطلبات التطور في العمل، دون بذل أي جهد لتطوير قدراتهم؟. لا أظن ذلك معقولا!، لما يترتب عليه من انعدام الأمن الوظيفي، والتضحية بالخبرات، أضف لذلك أن الشركات التي لا تُعد موظفيها للمستقبل لن تكون صالحة للعيش فيه، فضلا عن المنافسة.
فالتدريب ليس فقط متعلق بالحاضر؛ وما يحتاجه الموظفين من مهارات لأداء أعمالهم الحالية، بل يرتبط أيضا بمدى تمكنهم من مهارات ومتطلبات التعامل مع تغييرات المستقبل، وهذا لن يأتي إلا بالتدريب، المبني على دراسة احتياجات الموظفين التدريبية.

متى نحتاج للتدريب؟

تحتاج المنظمات للتدريب عندما يحدث أحد أو بعضًا مما يلي:

اقرأ أيضا: ماهي المنظمة المتعلمة وكيف يمكن تطبيقها؟

مزايا تحديد الاحتياجات التدريبية

من يقوم بتحديد الاحتياجات التدريبية؟


تقع مسؤولية تحديد الاحتياج التدريبي على إدارة الموارد البشرية، ومسؤول التدريب بالشركة.
ويمكن أيضا الاستعانة بخبير في التدريب، أو متخصص في تحليل الاحتياجات التدريبية، للقيام بالمهمة.

اقرأ أيضا: لماذا تفشل الدورات التدريبية؟

أساليب تحديد الاحتياجات التدريبية


للوصول للاحتياج التدريبي للشركة يجب التركيز على تحليل ثلاثة جوانب هي:

  1. تحليل الشركة:
    وفيه يتم تحليل استراتيجيات الشركة، وغاياتها ومواردها وسياساتها وعملياتها.
  2. تحليل العمل:
    من خلال تحليل الوظائف المطلوبة للقيام بالعمل، والوصف الوظيفي لكل وظيفة، وتحليل الواجبات والمسؤوليات، لكل وظيفة وما يتبع ذلك من تحليل الوثائق والسجلات وجودتها.
  3. تحليل الفرد:
    ويقصد به تحليل القدرات الجوهرية والقدرات التكميلية لكل موظف، من شاغلي وظائف الشركة، وتحديد أفضليات التدريب لكل فرد منهم.
    والشكل التالي يلخص ذلك:

الخطوات العملية لتحديد الاحتياجات التدريبية

كيف نستطيع القيام بعملية تحديد الاحتياجات التدريبية؟.
الأمر ببساطة يتركز في الخطوات الآتية:

1. تحديد الأهداف

من الأهمية بمكان التحديد الدقيق لأهداف وغايات الشركة، مع وصف النتائج المطلوب تحقيقها بالأرقام.

2. تحديد المهارات المطلوبة

للوصول إلى الأهداف التي تم تحديدها، لاشك أن هناك مستوى معين من المهارات، يجب أن يتحقق لدى العاملين بالشركة، من قياديين وإداريين وفنيين وعاملين في مختلف المستويات الإدارية للشركة، فيجب عمل توصيف دقيق للمهارات، والمستوى المطلوب تحقيقه في كل مهارة، بالنسبة لكل موظف.

3. تحديد المستوى الحالي للمهارات

يجب تحديد واقع المهارات المتوفرة للشركة، على شكل قيم رقمية أو نسب، سواء للمهارات الصلبة أو الناعمة، على سبيل المثال: يعتبر التسويق إحدى المهارات الناعمة، وحتى يتم وضع قيمة رقمية له، يمكن الاستعانة بالنتائج المتحققة من الجهد التسويقي.

4. تحديد فجوات المهارات والأداء

من خلال التحليل الناتج من الخطوة الثانية والثالثة أعلاه، يسهل أن نضع جدول تقيمي لفجوات المهارات، مما يعطينا مؤشرًا جيدًا لحجم ونوع وزمن التدريب المطلوب.

5. تحديد أفضليات التدريب

بمعنى تحديد نوع التدريب المطلوب، ومن يجب تدريبه؟، وكيف يمكن أن يتدرب؟.

6. تصميم التدريب

وبالاعتماد على الخطوات السابقة؛ يمكن تصميم حقائب تدريبية، أو اختيار برامج تدريبية قائمة لتغطية الفجوة بين المهارات الواقعية والمطلوبة، كما يجدر الإشارة إلى أن الدورات التدريبية ليست الحل الأمثل دائما لاكتساب القدرات والمهارات، فهناك أساليب نذكر منها على سبيل المثال:

وغيرها.

7. قياس فعالية التدريب

وحتى تكتمل دائرة التدريب ونتحقق من جدوى التدريب، يجب قياس فعالية التدريب، وتحرص الشركات المتمكنة على إعطاء قيمة مالية لذلك، ويسمى العائد على الاستثمار في التدريب، بينما تقوم بعض الشركات بقياس فعالية التدريب، ببيان تقييم مستوى المهارات قبل التدريب وبعده، وكلما كانت الفجوة بينهما كبيرة كان التدريب فعالا.

مهما كانت دقة مقاييسك وسلامة منهجيتك في تحديد الاحتياج التدريبي، تبقى جدواها محدودة لخطة تدريبية واحدة، تحتاج بعدها لإجراء تحليل وتحديد جديد للاحتياج التدريبي، يتلاءم مع التطورات في مجال العمل.

Exit mobile version