Site icon مدونة حضرمي

كيف تقضي وقت الحجر المنزلي ؟

كيف تقضي وقت الحجر الصحي؟

الحجر الصحي

تقول إحداهن ممازحة “أسبوع إضافي من الحجر المنزلي فقط ويستضيفنا “جورج قرداحي” في برنامج المسامح كريم!”.

 وقال آخر : ياشباب إحذروا لاتضيعوا الهيبة ونلقاكم في المطابخ حاملين السكاكين، وتطبخوا وتقطعوا خضار!” ليرد عليه آخر قد تجاوزنا هذه المرحلة، نحن نتفاوض الآن على من يغسل الملابس!”.

وغيرها من النوادر المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تبدوا مازحة، تبقى الحقيقة أن الحجر المنزلي والجلوس في البيوت اصبح واجبا دينيا وأخلاقيا، مع حالة التفشي اللامحدود لوباء كورونا او ما يسمى فايروس كوفيد19.

إقرأ أيضا: كيف نواجه كورونا الإداري؟

ماهو الحجر المنزلي؟

تُعرّف د. شهد الفاعورة الحجر المنزلي أنها ممارسة تهدف إلى الحد من مخالطة الأشخاص المشتبه بإصابتهم بالمرض مع الآخرين، قد يكون الحجر المنزلي طوعي أو بشكل إجباري يُفرض من سلطات الصحة العامة للحد من انتشار الأمراض المعدية.

مشكلات الحجر المنزلي :

علينا وضع أطر اجتماعية معينة للتعامل المنزلي خلال هذه المرحلة حتى لاتكون هي المشكلة بذاتها ولتمر بسلام .ومنها أن تخطط الأسرة وتبرمج فترة الحجر المنزلي بشكل سليم.

وحتى نكون اكثر واقعية يجب أن نشخّص الواقع لنحسن التعامل معه، ومن تشخيصنا لهذا الواقع معرفتنا لأبرز المشكلات التي ممكن أن تخلفها فترة الحجز المنزلي؛ التي كلما طالت تزداد مشكلاتها تعقيدا، ومن هذه المشكلات:

  1. المشكلات الاقتصادية:
    لكثير من الأسر التي تعتمد على العمل بالأجر اليومي، والتي تحتاج للعمل ولا تستطيع التوقف عنه تحت أي ظرف.
  2. المشكلات النفسية:
    كالاكتئاب والقلق خاصة اذا ادمن الشخص تتبع كل ما يقال على شبكات التواصل الاجتماعي عن الوباء وإحصائيات انتشاره وأعداد الوفيات..الخ.
  3. المشكلات الصحية الأخرى:
    الناتجة عن قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة. إضافة إلى تعقد الحالات المرضية المزمنة؛ التي قد ينصرف الاهتمام عنها إلى الاستعداد لمواجهة وباء كورونا.
  4. المشكلات الزوجية:
    فوجود الزوج والزوجة معا طوال اليوم مع وجود الفراغ يجعل الزوج في مقام المراقب لزوجته وخصوصا اذا اتبع هذه المراقبة بإعطاء التوجيهات المباشرة لمَ فعلت هذا ولمَ لمْ تفعلي هذا؟!. الأمر الذي يزعجها، و تعتبره تدخلا في نمط عملها الذي اعتادت عليه.
    كذلك وجود الأبناء تحت النظر طوال اليوم يعني المزيد من النصائح والتوجيهات. التي ليس لها قبول عندهم وبالتالي ردة الفعل من الأب تكون اقسى.
  5. مشكلات أخرى:
    ناتجة عن إدمان الجلوس أمام التلفاز أو الجوال أو الكمبيوتر.

وفي الحقيقة المشكلات كثيرة وأكثر من أن تحصى في هذا المقال.

لكن مع ذلك فإن المسؤولية الدينية والاجتماعية والصحية والقانونية تفرض علينا أن نبقى في البيوت قدر الإمكان، وإن لم يعلن حتى الآن عن أي حالات (كحالنا في اليمن).

إقرأ أيضا: كيف تكون متحفزاً وتقاوم التثبيط والإحباط؟

كيف نستفيد من وقت الحجر المنزلي؟

يبقى السؤال كيف نجعل فترة الحجر المنزلي والجلوس في البيت فرصة إيجابية؟ ونقلل من مشكلاتها قدر الإمكان؟

فيما يلي 7 أوقات ضرورية يمكنها أن تجعل الحجر المنزلي إيجابيا:

1. وقت الاجتماع الأسري اليومي:

مادام لا يوجد من يستحق “العزل” المنزلي من أفراد الاسرة؛ فيمكن للأسرة أن تعقد اجتماعا يوميا يتم فيه الاتفاق على البرنامج اليومي للاسرة وإعطاء التوجيهات اللازمة.

ويفضل أن يكون اللقاء يوميا، بعد المغرب حيث تجتمع الأسرة على تلاوة القرآن الكريم وأذكار المساء ويعقب ذلك درسا في السيرة أو التزكية ونحوها، ويمكن الاستفادة من الدروس المسجلة إذا كان لا أحد في البيت يحسن إلقاء الدروس.

ثم يعطي رب الأسرة نصائح وتوجيهات، ويتم الاتفاق على برنامج اليوم  التالي. كما يجب الحرص على إقامة الصلاة جماعة لأفراد الأسرة في وقتها.

2. وقت العمل المنزلي:

يمكن لبعض الأسر ذات الدخل المحدود أن تستغل فترة الحجر المنزلي في العمل اليدوي، لتوفير لقمة العيش، حسب المهن اليدوية المتاحة في مجتمعها، ويمكن بتعاون أفراد الأسرة جميعا توفير إيراد جيد للأسرة، يساعدها خلال فترة الحجر المنزلي.

وفي هذا فرصة تدخل للجمعيات والمنظمات الخيرية المعنية بالاسر الفقيرة، عبر توفير بعض الأدوات البسيطة والمواد الخام لتلك الأسر حتى تنجلي الكربة.

3. وقت التعلم المنزلي:

في بعض البلدان ذات خدمات اتصالات جيدة قد حلت المسألة بصورة رسمية، وصار التعليم فيها “أون لاين” إلزامي وفق  برامج خاصة.

أما في البلدان ذات خدمات الاتصالات الضعيفة وشبه المنعدمة كاليمن فيجب تخصيص وقت خاص للتعلم، يرتبط فيه الأولاد بكتبهم المدرسية، ولا يقطعوا الصلة بها. ويفضل أن يكون ذلك بطريقة (بومودورو) بمعنى أن يذاكروا خلال أوقات قصيرة تتخللها استراحات 5 -15 دقيقة، بإشراف احد الوالدين منعا للملل.

4. وقت الرياضة والصحة الجسمية:

الجلوس في المنزل مع قلة الحركة قد يولد الكثير من المشكلات الصحية كما نعلم، فيجب عدم إهمال الرياضة المنزلية.

وحتى تكون تلك الرياضة مبنية على أسس صحيحة يمكنك الاستعانة ببعض تطبيقات الرياضة المنزلية التي تعمل على الجوال.

كما يجب الانتباه إلى عدم الإكثار من الأكل لأن الجلوس في البيت يغري الكثيرين بالانشغال بالأكل، لذا علينا تنظيم مواعيد الوجبات بشكل جيد والالتزام به قدر الإمكان.

5. وقت القراءة والتعلم الذاتي:

إن كنت من محبي الكتاب فهذه فرصتك لتقرأ عدد من تلك الكتب الورقية التي حشدتها على رفوف مكتبتك ولم تمسها، أو تلك الكتب الإلكترونية التي يحفل بها جوالك وحاسوبك.

وان كنت من المحظوظين الذين تتوفر لديهم خدمة إنترنت جيدة بإمكانك الانتظام في عدد من الدورات الالكترونية، لتطور مهاراتك التي تساعدك على تحقيق أهدافك.

او احشد عدد من البرامج والكتب الإلكترونية في تعليم اللغة الإنجليزية واعتكف عليها، لتكسب مهارات لغوية طالما تمنيتها.

إقرأ أيضا : قصة ألم

6. وقت التواصل الاجتماعي:

الحجر المنزلي لا يعني هجر الأصدقاء والأرحام والجيران والأحباب، اتصل على جارك المحتاج لتسأله عن حالة واحتياجاته؛ ف(الراحمون يرحمهم الرحمن..).

تواصل مع اخوانك وارحامك، كما لا تغفل ان تتواصل مع رئيسك في العمل وزملائك، وخصص لنفسك وقتا لمحادثة طويلة مع صديقك المقرب لتفرغ ما نفسك وتنفس عنها.

7. وقت الترفيه المنزلي:

اللعب مع الأولاد إضافة لكونه من وسائل الترفيه؛ فهو أحد اقوى وسائل اكتشاف قدرات الأبناء وسلوكياتهم، كما يمكن عبره إيصال الكثير من المفاهيم التربوية إن احسنّا توظيفها.

لذا احرص على اللعب مع أولادك وإخوانك، ووفر بعض الألعاب اليدوية وأدوات الألغاز التعليمية إن كانت متيسرة، والا ففي الألعاب التعليمة والألعاب التراثية البسيطة غنية وكفاية.

كما يمكن مشاهدة بعض الأفلام الوثائقية والعائلية الآمنة ذات المضمون الهادف.

همسات في أذن رب الأسرة:

في الغالب لم يتعود أفراد الأسرة على وجودك بينهم طوال اليوم، فمن الطبيعي أن تشاهد بعض الأمور التي لاتعجبك من زوجتك أو من إخوانك أو من أولادك، فيجب أن تتحلى بالتغافل ، أوالممازحة بالنصيحة أحيانا، أو الهمس الحنون على انفراد، فقدّر لكل حالة ما يناسبها.

كذلك راقب نفسيات أفراد أسرتك، ولا تسمح بالقلق والهلع بالتسلل إلى نفوسهم فذلك مما يدمر جهاز المناعة، مازحهم حينا ولاعبهم حينا وانصحهم حينا ، واعبدوا الله وابتهلوا إليه معا حينا آخر.

كما لاتنس أن تتشارك مع أسرتك في خدمات البيت كالطبخ والتنظيف، وإعادة ترتيب البيت، فذلك يعمق الرابط الأسري ويذهب الملل.

كما لاتأخذك الحماسة فتقوم بإعداد برنامج مزمن بالدقيقة، كتلك التي في المدارس، فتصدم بمعارضة أسرتك لهذا، ففي النهاية يجب أن يأخذ الجميع قسطه من الراحة والطمأنينة والانفراد والخصوصية.

قبل أن تغادر .. شاركنا مقترحاتك بالتعليق على الموضوع أدناه..

المصادر:

1 | 2 | 3

Exit mobile version