طلبتُ ذات يوم من 10 من العاملين في إحدى المنظمات؛ أن يكتب كل واحد منهم تعريفا للمنظمة ونشاطها، في أقل من أربعة أسطر، بحيث تكون كافية لفهم الشركة بشكل شامل ومقنع، في البدء تلعثم الجميع، وصرح بعضهم بأنها مهمة مستحيلة، فلابد من شرح الأهداف والخدمات وكيف نشأت المنظمة.. الخ، عموما اقتنع الجميع بالكتابة باختصار وكانت النتيجة أن لدينا 10 تعريفات مختلفة لمنظمة واحدة!
بات من غير المقبول الحصول على إجابات متعددة، عن سؤال جوهري يوجه لأي فرد في أي منظمة، خصوصا سؤال (عرفنا بشركتك)، ووضع السؤال بهذه الصيغة لا يعني أن السائل سيبقى فاغرًا فاه، يستمع لعدد من الجمل التمهيدية؛ التي تلقيها قبل أن تشرح له كيف قدحت الفكرة (العبقرية) لذهنك أو لذهن مديرك؛ حتى أسستم هذه الشركة!
سحر الثلاثين ثانية Elevator Pitch
فالدراسات تشير أن أمامك فقط ثلاثين ثانية لا غير لتلقي سنارتك الذهبية لالتقاط إعجاب الشخص المقابل، فلا تهدرها في المقدمات، وإن كان هناك ما يجب أن يقال فليكن، لكن لا يعني انه يجب أن يقال أولا. وهذا الأسلوب ليس جديدا بل شائع ومعروف ب (بحديث المصعد Elevator Pitch ) الذي يقوم على افتراض أنك قابلت شخصية هامة جدا كنت تحلم بأن تقابله لتعرفه على منظمتك في مصعد، وأمامك فقط 30 ثانية قبل أن تفترقا ويصل ذلك الشخص إلى الطابق التالي ويفارقك. فحتى لا ترتبك أو تهذي بجمل وكلمات سريعة ومتدخلة غير مفهومة، استعد للموقف وكن جاهزا في كل الأحوال.
إنها الجملة الساحرة، التي تستحق منك ومن فريقك أن تجلسوا جلسة خاصة لصياغتها، واختيار ألفاظها بعناية فائقة، فالأمر يستحق التعب. يقول أحد المدراء: أوكلت إلى أحد الموظفين مهمة استقبال ضيف كبير، من باب تدريبه وتعويده في وجودي، فتفاجأت به يعرض المؤسسة من خلال أنشطة قسمه فقط، وكأن الشركة اختزلت في قسمه. إنها مشكلة حقيقية.
إقرأ أيضا : المفاتيح السبعة للتسويق الإلكتروني في المنظمات الخيرية
لماذا عليّ كتابة تعريف لمنظمتي؟
فالتفاوت في القدرات التعبيرية بين العاملين؛ إضافة إلى اختلاف زوايا النظر للمنظمة، ينتج لك تعاريف بعدد العاملين بمنظمتك، منها الجيد ومنها السيئ، ومعلوم أن الصورة والانطباع الأول الذي يأخذه العميل عن منظمتك هو الذي يرسخ في ذهنه وتحتاج لجهد مضاعف لتغيير الانطباع الخاطئ.
فهذا الخلل قد يحرم منظمتك من عدد من الفرص للحصول على العملاء أو الشركاء، و لن يحلها إلا اتفاق السلطة العليا بالمنظمة على صياغة إجابة واضحة عن هذا السؤال في جمل تجمع بين قوة الألفاظ وجاذبية التعبير.
كيف أكتب تعريف جاذب وأنيق لمنظمتي؟
حتى تصيغ عباراتك الذهبية وسنارة صيدك الثمين يجب عليك الإجابة عن الأسئلة الآتية:
- ماذا تعملون؟ (الخدمة /المنتج)لماذا تعملون هذا؟ (المشكلة التي تحلها)
- لمن تعملون؟ (من هم عملائك وشركائك؟)
- لماذا أنت؟ (ما ميزتك التنافسية على أقرانك في السوق؟)
- ماذا يستفيد الشخص المقابل لك من عملك؟ أو ماذا تريد منه حتى تربحان معا؟
عند الصياغة تأكد أن:
- يتم اختيار عبارات يتفق عليها الجميع
- اختيار جمل مختصرة، ولا يزيد كامل التعريف عن 3-4 اسطر فقط.
- تتضمن المشكلة التي يحلها منتجك او خدمتك ولو ضمنيا.
- ألفاظ قوية وجاذبة.
- تعبر بدقة عن المنظمة.
- وتشير بوضوح لميزتها التنافسية.
- مفهومة للجميع ولا تحتاج لشرح.
إقرأ أيضا: كيف تكون متحفزاً وتقاوم التثبيط والإحباط؟
ثم قم بتعميمها ليحفظها الجميع عن ظهر قلب، ويجب الانتباه لنقطتين هامتين أثناء إلقاء التعريف للآخرين:
- أن يقولها الجميع بروح حية وتفاعل مع جرس ألفاظها، ولغة جسد تعبر عن الشغف، فالناس تنجذب لمن يتحدث بإيمان وعمق مشاعري، وإلا تصبح مجرد ألفاظ رُصت رصًا وحُفظت نصًا لا روح فيها.
- المرونة في عرض المشكلة التي تحلها منظمتك، بحيث ترتبط بحاجة الشخص المقابل الذي يستمع لك.
لا مشكلة في التعديل على التعريف بين الحين والآخر، إن رأيت خللا في العبارات أو تعقيدا برز من خلال التطبيق العملي، كما يمكن معرفة العاملين الذين يقومون بأداء التعريف بطريقة مميزة ومؤثرة وحث الآخرين للاستفادة من أسلوبهم.
لقد قمت بتطوير أداه خاصة لتصميم التعريف بالمنظمات، ميزتها أنها تصلح للأغراض التسويقية والتعريفية،
تواصل معي لنساعدكم في كتابة عباراتكم الذهبية والتعريف والتسويق لمنظمتك.