Site icon مدونة حضرمي

العمل في الفرن: كيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على الإنتاجية؟

درجات الحرارة

صديقي القارئ لعلك تعاني تمامًا مثلي -في هذه الأيام تحديدًا- من مشكلات في إنجاز المهام والأعمال، والتي تبدأ بحالة عدم الرغبة في عمل أي شيء، أو الشعور بالإعياء العام عند الاستيقاظ رغم النوم المبكر، دفعني هذا للبحث عن السبب؛ هل هي مشكلتي الخاصة؛ أم هي مشكلة شائعة؟، هل أعاني من شيء من هذه الامراض الدقيقة؛ التي ترتبط بالهرمونات والانزيمات؛ والتي لا يستطيع أطباؤنا تشخيص معظمها!. سألت بعض الأصدقاء فكانت الإجابة: اننا نشكو مما تشكو. وبحثت في عدة مصادر علمية، وأحببت أن أشارككم ما توصلت إليه.


التغيير المناخي العالمي وزيادة درجات الحرارة

مع اشتداد حرارة الصيف، خصوصا في كثير من الدول الاستوائية وما جاورها؛ والتي ربما تتخطى الخمسين درجة مئوية في بعض المناطق، يلاحظ الكثيرون منا ضعفا واضحا في الإنتاجية، على المستوى الفردي والذي ينعكس بطبيعة الحال على الإنتاجية المؤسسية.


من المعلوم أن العالم اليوم يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، ظاهرة مناخية تُلقي بظلالها على مختلف جوانب الحياة، بما فيها الإنتاجية والعمل.

أولا: تأثير ارتفاع الحرارة على المستوى الفردي:

التأثيرات الفسيولوجية للعمل في درجات الحرارة العالية:

الإصابة بالإجهاد الحراري:

يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى شعور الفرد بالإرهاق والتعب، مع انخفاض قدرته على التركيز والانتباه.

المعاناة من الجفاف:

يؤدي نقص السوائل في الجسم إلى الشعور بالصداع والدوار، مما يُعيق الأداء الوظيفي.

الإصابة بأمراض الصيف:

تزداد فرص الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة، مثل ضربة الشمس، خاصةً في بيئات العمل المفتوحة أو التي تفتقر إلى التهوية.


التأثيرات النفسية للعمل في الحر :

المعاناة من التوتر والقلق:

درجات الحرارة المرتفعة سبب رئيسي للشعور بالتوتر والقلق، مما يُؤثر سلبًا على التركيز والإبداع.

انخفاض الدافع للعمل:

قد يشعر الفرد بانخفاض دافعيته للعمل في ظلّ بيئة حارة، مما يُؤدي إلى تأجيل المهام وتقليل الإنتاجية.

اضطرابات النوم:

تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على جودة النوم، مما يُؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق خلال ساعات العمل.

ماذا يقول الباحثون عن ارتباط الحرارة العالية بضعف الإنتاجية؟

أظهرت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في بيركلي؛ أن كلّ ارتفاع في درجة حرارة مكان العمل بمقدار درجة مئوية واحدة يُؤدي إلى انخفاض الإنتاجية بنسبة 1%.
كما توصلت دراسة أخرى أجرتها جامعة هارفارد إلى أن العمال في البيئات الحارة يُنتجون ما بين 10% إلى 20% أقل من نظرائهم في البيئات المعتدلة.


ثانيا: أثر درجات الحرارة المرتفعة على المستوى المؤسسي:

انخفاض الإنتاجية:

تُؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى انخفاض إنتاجية العمال، ممّا يُؤثر سلبًا على أرباح الشركات.

زيادة تكاليف الرعاية الصحية:


تؤدي الأمراض المرتبطة بالحرارة إلى زيادة تكاليف الرعاية الصحية التي تتحملها الشركات.

ارتفاع معدلات التغيب عن العمل:

الشعور بالتعب والإرهاق ربما يؤدي إلى ارتفاع معدلات التغيب عن العمل، ممّا يُؤثر على سير العمل.

تراجع جودة المنتجات والخدمات:

تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى انخفاض جودة المنتجات والخدمات المقدمة من قبل الشركات.

حلول للتخفيف من تأثير ارتفاع درجات الحرارة :

توفير بيئة عمل مناسبة:


توفير بيئة العمل المُعتدلة الحرارة من خلال استخدام أنظمة التكييف والتهوية.

تشجيع العمال على شرب الماء:


توفير الماء بكثرة للعمال وتشجيعهم على شربه بانتظام.

تغيير ساعات العمل:


كذلك تغيير ساعات العمل لتجنب العمل في أوقات الذروة من حيث ارتفاع درجات الحرارة.


توفير فترات راحة:


يجب توفير فترات راحة منتظمة للعمال للتعافي من الإجهاد الحراري.

نشر التوعية:


يجب نشر التوعية بين العمال حول مخاطر ارتفاع درجات الحرارة وطرق الوقاية منها.

يُعدّ ارتفاع درجات الحرارة ظاهرة مُقلقة تُؤثّر سلبًا على الإنتاجية والعمل على المستوى الفردي والمؤسسي.
ولذا، يجب على الأفراد والشركات على حدٍّ سواء اتخاذ خطوات جادة للتخفيف من تأثير هذه الظاهرة.
أكتب هذا المقال تحت درجة حرارة تقارب 45 درجة مئوية، وفي ظل انقطاع شبه تام لخدمة الكهرباء التي لا تتجاوز فترة تشغيلها 5-6 ساعات يوميا، أكتب هذه الملحوظة لأقول بأن هذا حال اليمن عموما في هذا الوضع القاسي، أنا اكتب هذه المقالة وأعلم أن عدد القراء الأعزاء من خارج اليمن أكثر، لكن أحببت التذكير أنني فرد من قومي وأشكو مما يشكون؛ ونسأل الله الفرج للجميع.

Exit mobile version