من الصعوبة بمكان أن يجد القارئ النهم كتابا يستفز أفكاره ويتحدى قناعاته بأسلوب مقنع ومنطق راق.ذلك النمط الذي يجعله لا ينتهي من الكتاب حتى يجد بصمته في أفكاره وأسلوب حياته،وهذا النوع من الكتب قليل جدا، وأعتبر نفسي محظوظا كلما وقع في يدي أحدها. كتاب قواعد الحزم (دليلك إلى القيادة الحازمة) للكاتب د. إدريس أوهلال، كتاب من ذلك الصنف بامتياز.
محتويات المقال
لماذا أحببت (قواعد الحزم):
حينما قرأت الكتاب لأول مرة قبل حوالي 3 أشهر وقع الكتاب من نفسي موقعا، لكونه أولا يلامس اهتمامي وتخصصي العلمي في القيادة، وثانيا أعتبر الكتاب ثورة في أسلوب الحديث عن القيادة؛ وبناء الشخصية القيادية، لا تجد ما يضاهيه-برأيي- في المؤلفات العربية المتوفرة في موضوع القيادة. وثالثا: يقدم الكتاب منهجية متكاملة متدرجة لإعداد الشخصية القيادية.
ولا أخفيكم أني قرأت الكتاب للمرة الثانية، ومثل المرة الأولى لم تأخذ مني صفحاته ال (390)سوى خمسة أيام. وطفقت بعدها أفتش عن كتب أخرى للدكتور إدريس أوهلال وأعتبر نفسي حاليا دخلت في نادي معجبيه.
اقرأ أيضا: مدخل لفهم كيمياء القيادة
فكرة الكتاب:
يقرر د. إدريس أن القيادة لا تخرج عن تصنيفات اربع:
- القيادة الطيبة
- القيادة الماكرة
- القيادة العنيفة
- القيادة الحازمة
وبالاستناد إلى قول سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه (عجبت لجلد الفاجر وعجز التقي)، يوضع الحزم بين رذيلتين الطيبة والمكر. ومن هذا المنطلق لا بديل عن الحزم إلا الطيبة الساذجة أو المكر والعنف.
اقرأ أيضا: من أين يحصل القادة العظماء على القوة والتأثير؟
أبعاد الشخصية القيادية
حدد الكاتب خمسة أبعاد لشخصية القائد، بنى عليها نموذجه الخاص لبناء القيادة الحازمة:
- الإرادة
- المعرفة
- القدرة
- القيم
- الفعل
ويقرر الكاتب أن مطلب الحزم يتحقق بالتوازن بين هذه الأبعاد الخمسة، ووضع نموذجا جميلا لتطبيق هذه الأبعاد؛ من خلال خمسة أسئلة مبنية على تلك الأبعاد:
1. بعد الإرادة: ويجيب فيه عن السؤال : كيف أكون؟
2. بعد المعرفة: ويجيب فيه عن السؤال: ماذا يجب أن أعرف؟
3. بعد القدرة: ويجيب فيه عن السؤال: ماذا يجب أن أمتلك؟
4. بعد القيم: ويجيب فيه عن السؤال: كيف أضبط وانضبط؟
5. بعد الفعل: ويجيب فيه عن السؤال: كيف أعمل؟
وبناء على هذه الأسئلة وضع قواعد ومتطلبات الحزم موزعة للإجابة على تلك الأسئلة وصل مجموعها (104) قاعدة.
اقتباسات من الكتاب:
اخترت لك عزيزي القارئ بعض المقولات الجميلة من ثنايا كتاب قواعد الحزم:
– “عليك أن تفهم أن معارك الحياة متعددة، فلا تختزلها في معركة واحدة، ومن الغباء أن تضع بيض أفكارك ومشاعرك وإرادتك في سلة واحدة!”.
– “عليك أن تفهم أن قضايا الحياة الكبرى لا ينفع معها أنصاف الضبط وأرباع الانضباط.. أنصاف الاستعدادات لا تؤهل للنهايات الكبرى!”
– “عليك أن تدرك أن (لا أستطيع)و (لا أريد) لا مكان لهما إلا في قاموس العجز والكسل، وأن (صفر مخاطر) وصفر (تقاسم) لا وجود لهما إلا في معجم الجبن والبخل”.
-”من الحزم أن تطمح أعلى من إمكانياتك وأبعد من حدودك، لا تنافس محليا وفي حدود إمكانياتك الذاتية والحالية، ابحث عن فرص للتطور على المستوى العالمي فالفرص المحلية افقها محدود، ونافس على المستوى العالمي فالمنافسة المحلية لا مستقبل لها، وواجه على المستوى العالمي فاللاعبون المحليون مجرد وكلاء!”
– ” أهم متطلبات الحزم (القدرة) ومن لا قدرة له لا حزم له”.
– “من الغباء أن تحاول التقدم بشكل جامد نحو أهدافك دون أي مناورة أو تعديل أو تراجع أو تأجيل أو تنازل تفرضه إكراهات واقعك”.
– “الجهود المشتتة والمتناثرة والتي لا يجمعها مشروع متكامل لا تترك أثرا، لتكن أعمالك متكاملة وضمن مشروع شمولي ورؤية واضحة”.
-”عطاؤك يعود إليك، وبقدر ما تعطي تغتني، وكلما تقاسمت أكثر امتلكت أكثر”.
-”إن كسب قلب أفضل من تسجيل موقف!”.
-”كل إنسان من حقة الحصول على فرصة ثانية لكن لا تمنح أبدا فرصة ثالثة”.
– “العلاقة السوية مع الزمن هي أن تضع عينا لك على الماضي، وعينا على المستقبل، ورجليك في أرض الفعل في الحاضر”.
– “لا تنتظر الفرص في صورة فرص وإنما تأتي الفرص في صورة مشاكل وكوارث وتحديات، ولهذا كثير ما نفوّت الفرص”.
اقرأ قواعد الحزم يا عزيزي:
لن أستطيع أن أوفي كتاب (قواعد الحزم) حقه لهذا لم أكتب هذا المقال بشكل ملخص، لأن من عادة الملخص أن يحذف غير المهم ويركز على المهم فقط، وبرأيي كل القواعد التي ذكرها الكاتب مهمة ولا شي منها يستحق الحذف اختصارا، لذا أشد على يديك أن تقرأ الكتاب، وتقتبس منه شذرات أنيقة تضعها ضمن منهجك الخاص لتطوير أسلوبك القيادي نحو القيادة الحازمة.
ملحوظة : للحصول على الجديد بالإضافة إلى بعض الكتب والملفات الإضافية يسرني انضمامكم إلى
- مجموعة أصدقاء مدونة حضرمي على الواتساب عبر النقر هنا.
- وكذلك قناة حضرمي على الواتساب عبر النقر هنا.
- مجموعة أصدقاء مدونة حضرمي على تليقرام عبر النقر هنا
