Site icon مدونة حضرمي

قصة ألم

تبددت كل آماله وتحطمت واختزلت في أمنية واحدة يحلم بها في كل لحظة من يومه .. رغم أنه في العقد الثالث من عمره إلا أنه يعيش حياة الشيخوخة. فليله أوجاع وآلآم وتأوهات تعصر الكبد، ونهاره حسرات ودموع، لم يبق من جسمه الا شبح او قل هيكل عظمي غطاه جلد رقيق .. فالألم قد شفط الشحم وفرك اللحم ونحت العظم .

يقول:  الساعة الثانية بعد منتصف الليل ..آه ما أطول ساعات الليل واقسى وقعها ، كل دقيقة منها احس أنها تأخذ بعضا من جسدي الهامد فتلفني وحشة رهيبة وآلآم لا تتوقف . تعصر الأحشاء وتقطع الأوصال كل جزء من جسدي ينخله الألم نخلا فلا أذكر شيئاً مما حولي إلا أم أولادي بوجه كئيب ودمع لا ينقطع وجسم قد أصابه الإنهاك من عمل النهار لتوفير لقمة العيش وسهر الليالي عند رأسي ولسانها لايفتر عن الدعاء والمناجاة  .

يفك الحصار الرهيب صوت المؤذن لصلاة الفجر الذي ينساب في اذني ببرودة تخفف سخونه الألم . آآه ليتني استطيع تلبية النداء ولو زحفا ليتني انعم بنظرة لصفوف المصلين في بيت الله واسمع الأمام وهو يرتل الآيات بصوت عذب شجي ..

لم يكمل صاحبي عباراته لأن العبرة قد اقتنصت صوته . وأنا لم اعد اقوى على الاسترسال .

لكن اقف معك عزيزي القارئ وقفات :

•  الجمعيات الخيرية والمحسنين ـــ وفقهم الله لكل خير ــ لماذا لانبحث عن اصحاب الأمراض المزمنة خصوصا أؤلئك الذين يعيلون اسرا كاملة ونشملهم بالرعاية والكفالة ، أعلم أن هناك جهود في هذا المجال ولكن لازالت ضعيفة فكل المحسنين والمتصدقين يبحثون عن الأيتام حتى اصبح من الشائع القول – رب يتيم أغنى من متصدق- لا أدعو لترك أي مجال من مجالات العمل الخيري ولكن أدعو للإتزان.

Exit mobile version