كم مرة بكيت ندماً لقرار اتخذته؟ ، كم مرة صدمت لأنك تسرعت باتخاذ القرار؟، كم فرصة فاتتك لأنك سوفت وأجلت اتخاذ القرار؟، هل وقفت ذات يوم حيراناً أمام قرار معقد متداخل الأبعاد وعجزت عن الاختيار؟، اذا كنت كذلك فهذه سلسلة المقالات تفتح لك الطريق بإذن الله وتمدك بأقوى الأساليب الحديثة لاتخاذ القرار.
هذه المقالات جزء من بحث مطول قمت به في عدد المواقع الالكترونية الأجنبية خصوصاً، كما ضمنتها أهم الفوائد من الدورة الرائعة في اتخاذ القرار للدكتور طارق السويدان حفظه الله .
يعد اتخاذ القرار من المهارات الأساسية لأي إنسان وتزداد أهميتها كلما زادت مسؤولياته وارتفعت مكانته الوظيفية والاجتماعية.
وفي حقيقة الأمر يمارس الانسان العادي يوميا مئات الآلاف من القرارات ، بدءاً من قرار الاستيقاظ و قرار الذهاب لصلاة الفجر بل وحتى اختيار الملابس ووقت الفطور ..الخ
كلها قرارات نمارسها بشكل يومي وعفوي وأصبحت جزءاً من حياتنا.
هذا النوع من القرارات سهل و متيسر،و ليس مجالنا للحديث في هذا المقال العلمي انما سنمدكم بأقوى الوسائل لاتخاذ القرار المعقد الذي تتداخل فيه عوامل ومؤثرات كثيرة.تريد أن تعرف كيف تتخذ قراراً معقداً بلا ندم؟ إذن جهز كوباً من الشاي أو القهوة أو مشروبك المفضل ؛ ولننتطلق ياصديقي
ماهو اتخاذ القرار؟
باختصار عملية الاختيار بين البدائل لإيجاد حل أو تحقيق هدف.
متى أحتاج لاستخدام تقنيات اتخاذ القرار؟
القرارات الروتينية غالبا لاتحتاج مهارات عالية؛ إنما القرارات التي تستحق العمل عليها بجد هي فيها الآتي:
- عدم وضوح كافة الحقائق المتعلقة بالقرار.
- التعقيد وتداخل العوامل المؤثرة في القرار.
- المخاطر العالية المترتبة على اتخاذ القرار واتساع دائرة تأثيره أفقياً وعمودياً.
- غموض البدائل وعدم وضوح نتائجها.
- القرارات التي يصعب التنبؤ بردود الأفعال حولها .
إذا كانت لديك مشكلة تضم بعضاً من هذه الصفات أو أحدها فأنت تحتاج لتقنيات اتخاذ القرار وهذه السلسلة تعنيك .
مسار اتخاذ القرار:
يمكن تحديده في المحطات الآتية :
- تحديد هدف القرار وأبعاده.
- جمع المعلومات.
- البحث عن بدائل للقرار وتكثيرها.
- الاستشارة.
- الاختيار بين البدائل وطرق الاختيار.
- الاستخارة.
- تنفيذ القرار.
وستكون هذه الخطوات هي محاور هذه السلسلة من المقالات عن اتخاذ القرار وفق المخطط المجاور..
أولاً : تحديد هدف القرار :
رغم أهمية هذه الخطوة إلا أنه كثيراً ما يتم تجاوزها ؛ وتصبح الخطورة أكبر إذا كان القرار المطلوب هو قرار جماعي، إذ يضع كل فرد في المجموعة هدفاً ذهنياً يختلف عن الآخر ويفكر على أساسه!.
حدد هدفك من القرار وحاول أن تحدد النتيجة النهائية المستهدفة وليست الحصيلة الأولية للقرار. لنضرب مثلا الطالب الذي يريد اتخاذ قرار باختيار تخصص ما في كلية وجامعة محددة من عدة خيارات؛ كيف يمكن ان يحدد هدف قراره؟.
ما رأيك لو قال هدفي أن أختار الكلية المناسبة لي؟، او قال هدفي أن أختار التخصص الجامعي المناسب؟،هل ترى هذه الصياغة لهدف القرار مناسبة ؟.
أو ما رأيك لو قال:
هدفي أن أتخرج طبيباً عاماً من جامعة توفر لي الامتيازات الآتية :
- شهادة قوية ومعتمدة.
- تكاليف ميسرة ومقدور عليها.
- طاقم تدريس عالي المهارة والخبرة.
- معامل ومختبرات حديثة.
- …. الخ
ألا ترى معي أن الصياغة الأخيرة أفضل لأنها حددت الهدف بأبعاده ومعاييره؟، وتضمنت المخرج من القرار أيضاً.
لذا يجب ان تحدد ماذا تريد كنتيجة نهائية لقرارك ،لأن الهدف غير الواضح ينتج قرارات سيئة. وللوصول للنتيجة النهائية لقرارك اتبع أسلوب مخطط شجرة النتائج المبنى على شجرة المشكلات.(شاهد الفيديو أدناه لتأخذ نبذة سريعة عن شجرة المشكلات) ثم استعمل بحث قوقل لتحصل على المزيد من النماذج
ثانياً: جمع المعلومات :
المعلومات الحديثة
والموثوقة شيء أساسي قبل اتخاذ القرار، فمن يمتلك المعلومة يمتلك الكثير من مقومات
النجاح في اتخاذ القرار .
في البدء يجب أن تحدد أسئلة افتراضية للمعلومات التي ستبحث عنها وترى أنها هامة
لقرارك.
فإذا كنت ستفتتح بقالة في أحد الأحياء الجديدة : ستسأل أسئلة من قبيل:
- ما المستوى الاقتصادي والمعيشي للناس الذين يسكنون الحي؟
- كم عدد السكان حالياً وكم نسبة الزيادة سنوياً.
- ما الاحتياجات المعتادة للمتوسط العام من السكان في الحي.
- · ….الخ.
والجميل أن المعلومات تجر بعضها بعضاً، فأثناء بحثك عن المعلومات المطلوب ستعرض عليك معلومات ذات ارتباط في غاية الأهمية لم تضعها في حسبانك فاستمسك بها.
وهنا توضيحات هامة ينبغي الأخذ بها عند جمع المعلومات:
- حدد سقف زمني للمعلومات وجمعها يتوافق مع الفترة المتاحة لك لاتخاذ القرار ولا تدعها تأخذ وقتاً أطول مما ينبغي.
- عند عثورك على معلومة فيها انذار او خطر قادر قرر التعجيل بالقرار.
- اجمع المعلومات من مصادر موثوقة مثل الاحصائيات الرسمية والمجلات العلمية والأشخاص المتخصصين في المجال والممارسين له.
- عند تعارض المعلومات خذ الأوثق الأحدث.
- اتخاذ القرار بناءً على معلومات قليلة يؤدي لقرار خاطئ.
- المعلومات لها تكلفة منظورة وغير منظورة ؛احرص ألا تتجاوز التكلفة بنوعيها قيمة العائد على اتخاذ القرار.
- من أهم المعلومات التي يجب أن تجمعها المعلومات عن المنافسين وأصحاب التجارب السابقة والنتائج التي يحققونها.
- احرص أن تجمع معلومات استشرافية للمستقبل تتعلق بقرارك على نحو ما هي المهن المطلوبة لسوق العمل المحلي والعالمي مستقبلا؟
ثالثاً: البحث عن بدائل للحل وتكثيرها:
وهنا يجب الانتباه إلى الآتي:
- حصر البدائل المتاحة بدقة .
- إذا لايوجد سوى بديلين أحدهما جيد والآخر سيئ تعتبر عملية اتخاذ القرار محسومة.
- الشروط عدو البدائل كلما كثرت الشروط تقل البدائل والعكس صحيح.
- كثرة البدائل تؤدي لقرارات جيدة .
- احذر من اختيار أول بديل دون بحث البدائل الأخرى المتاحة .
شاهد مقال قرار المجموعات الكبيرة والصغيرة..أيهما أقرب للصواب؟
كيف يمكنني تكثير البدائل؟
يمكن الحصول على المزيد من البدائل من المصادر الآتية:
- التجارب السابقة وأعمال المنافسين في نفس موضوع القرار.
- جلسات الابداع وتطبيق احدى طرقه مثل العصف الذهني وعكس العصف الذهني و SCAMPER و The Futures Wheel وغيرها من الطرق اختر ما يناسبك.
- القراءة مصدر أساسي لبدائل القرارات.
- السفر والتجوال والاطلاع على التجارب المشابهة في دول أخرى.
- تصفح الانترنت واستعراض الأفكار الملهمة.
تابعوا تتمة الموضوع في المقال القادم لتعرفوا أكثر حول كيف تتخذ قراراً معقداً بلا ندم؟….
إقرأ المقال التالي في السلسلة بعنوان ما لايعرفه الكثيرون عن فن الاستشارة
راسلني لطلب دورة (المنهج الحديث لاتخاذ القرارات) لمنظمتك أو مجموعتك.
مقال رائع جدا
كل الشكر والتقدير لك يا استاذ احمد
وشكرا لتواصلك ومتابعتك يا استاذ خالد
موضوع في غاية الاهمية استاذ احمد، اذ ان القرارات تساهم في سعادة الانسان او تعاسته
نعم اخي العزيز.. شكرا لمرورك
مقال مميز ورائع
شكرا لتعليقك ياغالي