اللَّهمَّ انصر إخواننا في فلسطين وفرّج همهم وأكشف كربتهم وأخذل عدوّهم

الإنتاجية

هل تعاني من الاحتراق الوظيفي؟ إليك الحل

Rating: 5.0/5. From 1 vote.
Please wait...

يحرص المتقدمون للوظائف على إبراز صفة (العمل تحت الضغط!) ضمن سيرهم الذاتية CV، لما تناقلوه من أن أرباب الشركات والأعمال يفضلون هذه السمة، مع إدراك الجميع أن هناك سقف للقدرة على تحمل الضغوط، قد يختلف مداه من شخص لآخر، لكن الشيء المؤكد أننا جميعا -كبشر- لدينا طاقة محدودة للتحمل.

لقد تعقّد مجال الأعمال في وقتنا بصورة لم تكن متصورة، حيث لم يعد يكفي إتقان مهارة أو مهارتين للقيام بالوظائف، فالوظائف المرموقة اليوم تتطلب عددًا من المهارات، التي تعتبر مساندة لمهارة العمل الرئيسية، كاللغة الإنجليزية وإتقان عددٍ من برامج الحاسوب، وقدرات اتصالية عالية، وقدرة فائقة على إدارة وقت العمل والانجاز.

herbert freudenberger
Herbert Freudenberger

تعريف الاحتراق الوظيفي

الاحتراق الوظيفي هو مصطلح صاغه عالم النفس هربرت فرودنبرجر في عام 1974م، ليعبر عن حالة نفسية تصيب الموظف، تؤدي به إلى فقدان الرغبة في العمل، وتترافق مع انخفاض مستوى الإنتاجية، فضلا عن الإرهاق الجسدي والعقلي الناجم عن ضغط العمل.

اقرأ أيضًا: خمسة أفكار لاستعادة التركيز عندما تصاب بالاكتئاب أو الحزن الموسمي

أثر مشكلة الاحتراق الوظيفي

أفاد استطلاع أجرته شركة Deloitte عام 2015م أن 77% من الذين شملهم الاستطلاع تعرضوا للإرهاق في عملهم الحالي، وتشير الاحصائيات في امريكا إلى وجود 120 ألف حالة وفاة بسبب الاحتراق الوظيفي، ونحو 190 مليار دولار تنفق في تكاليف الرعاية الصحية سنويًا.

ووجدت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة غالوب على ما يقرب من 7500 موظف بدوام كامل، أن الموظفين الذين يعانون من الإرهاق في العمل هم أكثر عرضة لأخذ إجازة مرضية أكثر من غيرهم بنسبة 63%، كما أنهم اقل ثقة في أدائهم بنسبة 13%، و احتمال تركهم للعمل 2.6 مرة أكثر من غيرهم.

الاحتراق الوظيفي

مراحل الاحتراق الوظيفي

لا يصاب الموظف بالاحتراق الوظيفي فجأة دون مقدمات، وإنما هناك عدد من الأعراض تظهر على مراحل مختلف هي:

1. الطموح المفرط:

وفيها يكون الموظف عالي الحماسة للإنجاز والإتقان في العمل، ويطمح للترقي في الدرجات الوظيفية الأعلى، وغالبًا تكون هذه حالة أغلب الموظفين الجدد، ومن طال انتظاره للوظيفية بصفة أخص

2. العمل بجهدٍ كبير:

الحماسة التي تملأك تحفزك للعمل بأكبر جهد ممكن وطاقة أعلى للوصول لأهدافك الوظيفية، أو لإثبات أنك موظف كفؤ.

3. إهمال الذات:

ستجد أن العمل الذي تبذله يبطئ بك عن تحقيق أهدافك، فتبدأ بالاقتطاع من أوقات راحتك ووقت نومك ومن أوقات التزاماتك الدينية والأسرية والاجتماعية وغيرها لصالح العمل.

4. إلقاء اللوم على الآخرين:

تشعر فيها بأنك رغم تضحيتك بأوقات راحتك لازالت الأهداف تبطئ في التحقق، فليس أمامك إلا أن تلوم زملائك في العمل وتتهمهم بالتراخي والإهمال.

5. سرعة الغضب:

مع شعورك بإنك مجهدٌ في العمل؛ وأن الأهداف لا تتحقق كما يجب؛ تعتقد أن زملاءك يتجاهلون تضحياتك الكبيرة من أجل العمل، وتبدأ تثور غضبًا بوجه أي أحد قد تختلف معه ولو بجزئية بسيطة.

6. الاكتئاب:

هنا تبدأ بالشعور بانفلات زمام الأمور من يدك، وأنك غير قادر على السيطرة على حياتك وتصرفاتك، ويبدو عقلك مشوشاً، تتضارب فيه الأفكار المختلفة، فلم تعد لديك نفس للعمل أو الحديث مع الآخرين، وإذا لم يكن ثمة رادع من ايمان بالله ربما يبدأ المرء في هذه المرحلة بالإدمان على بعض المحرمات والعقاقير، أو التفكير في الانتحار.

7. الانهيار العقلي أو الجسدي:

هنا يصل الأمر الى الحضيض، فلا يقتصر تأثير الاكتئاب على نفسيتك وحسب، بل إنه يمتد للتأثير على جسدك وعقلك، وقد يشوش تفكيرك وطريقة حكمك على الأمور، وغالبًا في هذه المرحلة لن تتردد عن الاستقالة وترك العمل، والانزواء في بيتك، إن لم تتدارك نفسك.

انفو جرافيك يوضح مراحل الاحتراق الوظيفي
انفو جرافيك يوضح مراحل الاحتراق الوظيفي

اقرأ أيضًا: كيف تكون متحفزاً وتقاوم التثبيط والإحباط؟

أعراض الاحتراق الوظيفي؟

لاحظ نفسك جيدا قبل أن تقع في فخ الاحتراق الوظيفي، وتأكد من عدم وجود أعراضه كما يلي:

  • صرت متهكمًا، أو دائم الانتقاد والشكوى في العمل
  • تحمّل نفسك حملا على الذهاب إلى العمل يوميا، وهل تواجه صعوبة في بدء تنفيذ المهام
  • أصبحت شديد الانفعال، أو نافذ الصبر مع زملائك أو العملاء
  • تعاني من ضعف الطاقة، وعدم القدرة على الانجاز
  • تشعر بالتشتت؛ و صعوبة في التركيز
  • تفتقد الشعور بالرضا حيال نفسك وإنجازاتك
  • تشعر بالتذمر من وظيفتك
  • تتناول الطعام أو العقاقير او المهدئات للحصول على شعور أفضل، أو ربما لتفقد الشعور
  • لديك مشكلات في برمجة مواعيد نومك
  • تشعر بصداع دون سبب، أو اضطرابات في المعدة أو الأمعاء أو أي شكاوى جسدية أخرى

إن كنت تشعر بوجود هذه الأعراض أو بعضها بنعم؛ ربما دل ذلك على بدء معاناتك من الاكتئاب أو الاحتراق الوظيفي، وعليك طلب المساعدة من الطبيب النفسي المختص.
كما يمكنك تنزيل مقياس الاحتراق النفسي من هنا لتفهم مستوى إجهادك في العمل.

الاحتراق الوظيفي

حل الاحتراق الوظيفي

هناك حالات من الاحتراق الوظيفي يمكن حلها وعلاجها، إذا تدارك المرء نفسه مبكرًا، وتحلى بالعزيمة لإنقاذ نفسه، ومن أبرز هذه الحلول:

? أعد ترتيب أولوياتك:

 تحتاج في البدء لضبط بوصلة حياتك، وإعادة التوازن لبرنامجك اليومي، فلا تسمح للعمل بالتغول على متطلبات راحتك والتزاماتك الدينية والأسرية والاجتماعية، ويمكنك الاستعانة بالكتابة توثيق التزاماتك الشخصية مع ذاتك.

? أعد ترميم علاقاتك وصداقاتك:

إعادة الدفء لعلاقاتك التي أُهملت في فترة اهتمامك بعملك، تعتبر ضرورة من ضروريات العلاج، فالعلاقات الصادقة ستقدم لك الدعم النفسي المناسب لتتجاوز حالتك النفسية والمزاجية السيئة. تواصل مع اصدقائك واقاربك، واخرج للنزهة معهم لتعيد الحيوية لحياتك.

? اعتن بغذائك ومارس الرياضة

راقب نظامك الغذائي جيدًا، واحرص على تنوعه وجودته وفق إمكاناتك، فالغذاء الجيد يعني صحة جيدة؛ والصحة الجيدة تعني قدرة أكبر على تحمل أعباء العمل. كما تعد الرياضة من أقوى وسائل تحسين الصحة الجسدية والنفسية أيضًا وخصوصًا رياضة المشي.

? راقب تغييرات حالتك المزاجية والنفسية:

 لمنع تكرار الانهيار كن يقظًا تجاه أي تغييرات في حالتك النفسية والمزاجية، وبادر بدفعها بممارسة رياضة المشي، أو النزهة أو طلب الدعم والمساندة من الأصدقاء والأسرة.

من الجميل أن يعيش المرء حياة كريمة هانئة، ينعم فيها بدفء العلاقات، والإنجاز في العمل، وذلك ممكن التحقق إذا أحسن المرء فهم ذاته؛ وأتقن تواصله الذاتي وأدار عجلة التوازن في حياتك بإحكام.

المراجع:

1 | 2 | 3

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !
Rating: 5.0/5. From 1 vote.
Please wait...

أحمد باحصين

استشاري تخطيط استراتيجي اخصائي تطوير مؤسسي متخصص في التدريب القيادي والاداري وتقديم وإعداد برامج الموهوبين

Related Articles

Back to top button