مع انصرام كل عام يتوارد إلى أذهاننا جميعا التساؤل عما حققنا في العام المنصرم، وكيف يمكن أن نجعل العام القادم أفضل؟
في استطلاع للرأي قامت به قناة ZAmerican English الشهيرة على اليوتيوب شمل أكثر من 68 ألف شخص من 32 دولة أفادأن أصحاب التجارب الناجحة في التخطيط الشخصي لا يتجاوزون 3%، و أن 10% من الذين شملهم الاستطلاع حققوا نصف ما خططوا له من بداية العام، بينما قال 54% منهم أنهم حققوا شيئا يسيرًا من الأهداف التي خططوا لها.
ربما الصادم في النتائج أن 34% نسي ما أراده بداية العام.?
الأفكار الذهبية للتخطيط الشخصي
جمعت لك أدناه عصارة تجارب عدد من الشخصيات الناجحة مع شيء من تجربتي الشخصية اختصرتها لك في سبع سبائك ?:
محتويات المقال
الفكرة الأولى: لا يوجد نموذج مثالي للتخطيط
حينما يتحمس بعضنا للتخطيط الشخصي من الطبيعي أن يبحث عن نماذج جاهزة للتخطيط يبني عليها، لكن مع الممارسة سنجد أن هذا النموذج لا يناسبنا أو أنه لا يعمل معنا أو لا يمثلنا!، إما لكونه كثير التفاصيل وأنت شخص لا تحب كثرة التفاصيل أو العكس أن تكون مختصرة جدًا وأنت شخص تحب التفاصيل، أو أن أسلوب النموذج في وضع الأهداف لم يوصلك إلى الأهداف التي تمثلك وتمثل ما تريده حقيقة.
لذا أرى من الممكن للمبتدئ أن يعتمد على النماذج الجاهزة كبداية ثم مع التجربة يقوم بالتطوير والتعديل الذي يناسبه. وقد أعددت نموذج أعتبر أنه جيد ويصلح للبدء به يمكنك تنزيله من الرابط
الفكرة الثانية: معرفة ذاتك وواقعك أساس التخطيط
يتفق كل المتحدثين عن التخطيط عمومًا والتخطيط الشخصي خصوصا على أهمية (تحليل الذات والواقع) قبل البدء بوضع الأهداف، وذلك حتى لاتضع أهدافًا لا تناسبك، فالأهداف يجب أن تتلاءم مع واقعك وقدراتك الحالية، فيجب أن تُحلّل شخصيتك بعمق وأنت أفضل من يقوم بهذا واستعن بوالديك وإخوانك وأصدقائك المقربين.
وباستخدام نموذج (SOWT) الرباعي القائم على أربعة محاور:
- نقاط قوتك من مهارات وقدرات وعلاقات وإمكانيات وغيرها.
- نقاط ضعفك وهي تمثل سماتك وعاداتك التي تعيقك عن تحقيق أهدافك.
- الفرص المتاحة لك التي لم تستغلها كما يجب لتحقق ما تريد.
- التهديدات أو المخاطر التي ربما تعرقل وصولك لأهدافك أو تحد من فاعليتك.
كتجربة أولى إستعن بالأقارب والأصدقاء في هذا التحليل، بأن تعطي لوالدك أو صديقك ورقه فيها أربعة مربعات وتطلب منهم وجهة نظرهم، هنا يخاف كثيرون منا من التحيزات (مع أو ضد)، لكن لا تخف، يمكنك تجاوز ذلك بطريقة بسيطة؛ فالنقاط التي يتفق عليها الوالدان مثلا هي نقطة حاضرة بقوة في شخصيتك، والنقطة التي يتفق عليها اثنان من الأصدقاء ينطبق عليها نفس القول، ولا يشترط أن يتفق الوالدان والأصدقاء نظرا لاختلاف طبيعة علاقتنا بالطرفين.
الفكرة الثالثة: تحديد الوجهة والمسار منبع الثقة
من المؤسف أن البعض يفكر في الأهداف التفصيلية وهو لم يحدد توجهه المستقبلي بعد.
يجب أن تحدد تخصص حياتك وهو ما يعبر عنه المخططون ب (رسالتك في الحياة) وهو باختصار الإجابة على السؤال (ما الدور الذي تقوم به في الحياة؟) وهو ما يمثل الطريق الذي تسير عليه في حياتك.
كما يجب أن تحدد وجهتك بدقة بالإجابة على السؤال (أين تريد ان تكون بعد “خمس” سنوات؟)، وهي ما يُعبر عنه ب (الرؤية)..
ويستلزم ذلك بالطبع تحديد تخصصك العلمي والمهني. وهذا سيوفر عليك المزيد من العناء والصراع النفسي فيما بقي من حياتك.
اقرأ أيضا: خمسة أفكار لاستعادة التركيز عندما تصاب بالاكتئاب أو الحزن الموسمي
الفكرة الرابعة: تبنى عادات تحقق التوازن في حياتك
من الأهمية بمكان أن نسعى عبر تخطيطنا الشخصي لإيجاد التوازن والتكامل بين مختلف أدوارنا في الحياة، فلكل واحد منا عدة أدوار يمارسها في حياته، فأنت طالب أو موظف أو رب أسرة، وعليك مسؤولية دينية تتمثل في العبادات، وعليك مسؤوليات اجتماعية متعددة، وعليك أن تنمي ثقافتك ومعارفك، وتحافظ على صحتك النفسية والجسدية. يرى البعض أن نشمل كل هذه الجوانب والمجالات بأهداف خاصة ضمن خططنا الشخصية لنحقق التوازن في حياتنا، ومن واقع تجربتي الشخصية وهو ما وجدت -فيما بعد- كثيرا من الخبراء ينصح به كجيمس كلير في كتاب العادات الذرية، وجدت أن أفضل طريقة لتحقيق التوازن هو تحديد عادات صغيرة في كل مجال من مجالات حياتنا نلتزم بها ولا نتنازل عنها، وهي ستحقق لنا التوازن الذي ننشده بصفة تراكمية مستمرة. بمعنى أن تتبنى عادات لا أهدافًا هذا هو الناجع والعملي في هذا الجانب، فأفضل من أن تقول أن أقرأ 20 كتابًا خلال العام التزم بالقراءة 10 دقائق يوميا مثلا، وبدلا من هدف أن أكون صاحب تقوى وعبادات حدد السنن التي ستلتزم بها (ابدأ بالحد الأدنى) فصيام يوم واحد تطوعا في الشهر للمبتدي أنسب من ثلاثة أيام وقيام الليل مرة في الشهر أكثر واقعية للمبتدي من قيام الليل أسبوعيا، الأهم أن تلتزم وستدهشك النتائج.
الفكرة الخامسة: هدف واحد رئيس لا عدة أهداف
حتى تكون خطك عملية وسهلة تحتاج أن تحدد هدفك الأكبر الذي تسعى إليه، طبعا يمكنك معرفته من تحليل شخصيتك وواقعك، أو أنك شخص (ليزري) تعرف ما تريد بالضبط.
لا تكثر من الأهداف فذلك يشتتك كثيرًا أنصح وينصح كثير من المجربين قبلي بهدف واحد فقط للعام، وان كنت مصرا على تجربة أهداف أكثر لا تزد على ثلاثة أهداف كحد أقصى.
سيقول البعض ماذا لو لم أحقق هدفي الوحيد – وهذا وارد جدا- ألن أصاب بالإحباط؟
بالطبع لا يا صديقي لأن الهدف الكبير من سماته أنه يحوي ضمنا عدة أهداف فرعية، فإذا لم تظفر بالهدف الكبير فلديك الكثير من الإنجازات الصغيرة التي ستفخر بها.
الفكرة السادسة: المتابعة المستمر روح الخطة
نعم المتابعة هي الروح فإن نزعت الروح ماتت الخطة، والمتابعة الدورية لخطتك ومراجعتها ينبغي أن تدرجها ضمن (العادات) الأساسية التي يجب تقوم بها بصفة أسبوعية ضمن خطتك للعام القادم.
وينصح خبراء التخطيط الشخصي بجلسة أسبوعية لتقييم الأسبوع الفائت وما أنجزت فيه ووضع المهام للأسبوع القادم، لك أن تختار يوم الخميس أو يوم الجمعة أو السبت أيا كان أسبوعك الأهم أن يكون وقتًا ثابتًا أسبوعيًا ولن يأخذ من وقتك أكثر من 20 دقيقة غالباً، تكتب فيها مهامك للأسبوع القادم في مذكرة جيبك أو إن كنت تفضل استخدام الجوال يمكنك استخدام تطبيق Keep مثلا بحث يذكرك بمواعيد تنفيذ المهام في وقتها.
كما لا تنسى أن تكتب رأيك وتقييمك للأسبوع الماضي، وما تم فيه وما حدث فيه من أحداث ومواقف ربما تفيدك في قادم الأيام.
ويقترح البعض أن تكون هناك جلسة تقييم شهرية، تكون أطول من الأسبوعية؛ للتقييم الشامل لأعمالك خلال الشهر لأنه يعطيك صورة أشمل من المراجعة الأسبوعية، كما إن المراجعة في نصف العام من ذات المنطلق أكثر أهمية بالتأكيد.
الفكرة السابعة: لا تسمح لشعلتك أن تنطفي
لا نختلف أن التحفيز المستمر عامل هام، للاستمرار في التخطيط والمتابعة والتقييم، ولكل فرد منا أسلوبه في التحفيز لهذا لن تجد أفضل ولا أدوم من أن تحفز نفسك بنفسك ولا تنتظر التحفيز من الآخرين، دعني أقترح لك بعض الأساليب التي ربما تساعدك في التحفيز:
- اختر نوتة جميلة وجذابة وأقلامًا و ملصقات ملونة.
- استخدم خطوطًا كبيرة تارة وأخرى صغيرة، ولا تتردد أن تعبر عن أفكارك بالرسم أحيانًا، أو أن تستخدم صورًا حية تعبر عما تريد، باختصار اجعل النظر إلى نوتة خطتك مريحًا وجذابًا لك، وما فيها من محتوى يعبر عنك ويمثلك.
- احتفظ بمقاطع يوتيوب أو صوتية تحفيزية، ترجع لها في الأوقات التي تشعر فيها بفتور الهمة، يمكنك استخدام خاصية المفضلة في اليوتيوب، أو افتح مجلدا في جوالك أو حاسوبك وضع فيه هذه المقاطع ليسهل الوصول إليها.
- استخدم تطبيقات تتبع العادات لمتابعة خطة التوازن وبناء العادات، واستخدام تطبيقات المهام لمتابعة الإنجاز، إضافة لكون هذه التطبيقات تبقيك يقظًا في متابعة خطتك فهي تمنحك شعورًا بالإنجاز حين ترى مستوى التقدم في الإنجاز التراكمي أما عينيك، مما يشحذ حماسك للاستمرار وإنجاز المزيد من المهام.
- كوّن بيئة مساعدة لك، ارسم أو صمم أو صوّر صورة تعبر عن هدفك الأكبر، مثلا هل تهدف أن تكون طبيبًا مشهورًا، ضع صورة لك وأنت بملابس الطبيب وخلفك مبنى أضخم مستشفى تعرفه. هل تريد أن تكون مديرًا لشركة كبرى اختر إحدى الصور التي تمثل الشركة التي تحلم بها وضع صورتك فيها، استعن بمصمم صور فلا شي مستحيل، ضع الصورة كخلفية لسطح المكتب بحاسوبك وجوالك بل ممكن أن تطبعها وتضعها في المكان الذي تشاهده دائمًا.
إقرأ أيضا : كيف تكون متحفزاً وتقاوم التثبيط والإحباط؟
هل تعاني مشكلات مع التخطيط الشخصي، أو هل لديك تجربة من التخطيط الشخصي ضعها في التعليقات أدناه..
او راسلني
وضعت لك أدناه فيديو جميل ل م. علي محمد علي يتحدث عن طريقة جميلة للتخطيط الشخصي.. مشاهدة ممتعة:
موضوع جاء في الوقت المناسب كنت اهم بالبدء بخطتي الجديد 2020م ساستفيد من نموذجك
احب أسألك هل الأنسب التخطيط مع بداية العام الهجري أم العام الميلادي؟
شكرا جزيلا لك
من يريد التخطيط بالاعتماد على الأجندة اليومية ربما الانسب له التخطيط بناء على السنة الميلادية
ومن يعتمد على الأجندة الاسبوعية فلن يفرق معه إن خطط بالتقويم الهجري.. (ويمكن إلتماس البركة بذلك واحتساب الأجر)
أتمنى لك التوفيق في خطتك للعام 2021م.
أنا من الشخصيات التي لا تنفع معها التخطيط المسبق، جربت الإلتزام بلا أي فائدة.
بداية سنة 2020 خططت لأهداف كبيرة وأخرى صغيرة، الصغيرة تحققت لأنني استمريت في التدوين على مدونتي، أما الكبيرة لم أنجز منها إلا اليسير، عدم التخطيط يصلح أكثر من التخطيط.
أعجبني نموذج التخطيط، فكرة رائعة
بالتوفيق
أعتقد أن تجاربنا في التخطيط تعطينا اشارة للنمط الذي يناسبنا من التخطيط.. فحسب إفادتك ربما يناسبك التخطيط بالاعتماد على بناء عادات يومية وهذا من اقوى الانماط كون نتائجه تراكمية وكبيرة..
شكرا لمرورك وانا متابع لمدونتك الرائعة .. تمنياتي لك بالتوفيق
شكراً أستاذ احمد . موضوع حيوي يحتاجه الجميع.
شكرا لمرورك وتعليقك أخي خميس..نتمنى الفائدة للجميع