هذا بالضبط ما نحتاجه!. نعم هذا هو النمط القيادي الأنسب للمرحلة؛ وقيادة التغيير، كانت تلك الكلمات التي أرددها وأنا أقرأ مئات الكتب والأبحاث العربية والأجنبية عن القيادة التحويلية، لاستكمال رسالتي للماجستير، التي كانت بعنوان (أثر أبعاد القيادة التحويلية على الأداء المؤسسي). كنت شغوفا للوصول إلى النمط القيادي الأقدر على قيادة المنظمات في واقع مضطرب سريع التغيير كواقعنا اليوم.
محتويات المقال:
- القيادة التحويلية قيادة تغيير
- نظريات القيادة.
- ماهي القيادة التحويلية
- نشأة وتطور القيادة التحويلية.
- أهمية القيادة التحويلية
- أبعاد القيادة التحويلية
- مقياس القيادة التحويلية MLQ
- كيف تكون قائدا تحويلياً؟
محتويات المقال
القيادة التحويلية قيادة تغيير
اهتمت المنظمات الاقتصادية بالتغيير، وحرصت على التجاوب معه وتلبية متطلباته لأقصى حد، ويتفق علماء الإدارة أن التغيير الناجح يتطلب قيادة ذات نمط خاص، وقد أشارت كثير من الدراسات البحثية (منها دراسة نشرتها مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية عام 2011 ) أن نمط “القيادة التحويلية” يرتبط إيجابيا مع التغيير. بل وتجزم بعض الدراسات الأخرى أن القيادة التحويلية هي انسب الأنماط القيادية لقيادة عملية التغيير.
نظريات القيادة
انشغل الباحثون كثيرا لتفسير الظاهرة القيادية، وتحديد حقيقتها، ووضعت عدد من النظريات والأنماط القيادية، كل ذلك للوصول إلى تفسيرات تؤدي لبناء أنموذج منهجي لتدريب وصناعة قادة جدد.
ماهي القيادة التحويلية
عرفها (Bass) أنها القيادة التي تعمل على توسيع اهتمامات المرؤوسين، وتحفيزها، وتعميق إدراك الموظفين، واقتناعهم برؤية المنظمة وأهدافها، مع توسيع مداركهم للنظر إلى ما هو أبعد من اهتماماتهم الشخصية، من أجل الصالح العام، ويتحقق ذلك من خلال أكثر من أسلوب كالنظرة الكاريزمية للقائد، وإشباع الحاجات العاطفية لكل فرد، وتحفيز وتشجيع الأبداع.
وقد عرفتها في رسالتي للماجستير أنها: القيادة ذات القدرة التحفيزية العالية؛ التي تدفع الأفراد للعمل بحماسة نحو رؤية وقيم مشتركة وترتقي بحاجات الأفراد الشخصية لتكون متناغمة مع مصالح المنظمة، ليصلوا إلى تحقيق أعلى مستويات الأداء.
نشأة وتطور مفهوم القيادة التحويلية
نشأ مصطلح القيادة التحويلية على يد (Downton) في عام 1973م وتم صياغته كأحد مفاهيم القيادة من قبل عالم الاجتماع السياسي (Burns) عام 1978م في كتابه (Leadership)، ثم اهتم (Bass) بهذا المصطلح ووضع عام 1985م نظرية منهجية للقيادة التحويلية، وصمم لها نماذج خاصة كما بنى مقياس خاص لقياس عوامل السلوك القيادي ، ثم قام (Bass & Avolio) وزملاؤهما بمراجعة نظرية القيادة التحويلية وتنقيحها وإجراء بعض الإضافات والتحسينات عليها وحولوها لبرامج تدريبية للقيادات.
وفي نهاية التسعينات أضاف (Avolio, et..al) و(Rafferty & Griffin) بُعد “التمكين” كبُعد خامس لأبعاد القيادة التحويلية الأربعة.
وقد لخصت هذه المراحل في المخطط الاتي (ضمنته رسالتي للماجستير)
أهمية القيادة التحويلية
وجد الباحثان (Lowe & Gardner, 2001) في دراسة تحليلية لهما أن واحداً من بين كل ثلاثة أبحاث عن القيادة يتحدث عن القيادة التحويلية، أي أن ثلث الدراسات عن القيادة مخصصة للقيادة التحويلية وذلك مؤشر هام لأهمية هذا النمط القيادي.
وتنبع تلك الأهمية من كونه النمط الذي يقوم على مبدأ التغيير والتحويل؛ الذي يمد المنظمات بالمرونة اللازمة لمواكبة التطور في احتياجات العملاء، والحفاظ على حصتها في السوق وتنميتها.
إقرأ أيضا : ما الذي يحرك الناس؟ وكيف نفهم سيكولوجيا الجماهير؟ “غوستاف لوبون” يجيبك
أبعاد القيادة التحويلية
يشير التحديث الأخير لنمط القيادة التحويلية إلى أن لها خمسة أبعاد رئيسية هي:
- التأثير المثالي: ويسميه البعض (الكاريزما) ويقصد به التشبع القوي برسالة المنظمة ورؤيتها، وقدرة القائد على توليد الشعور بالفخر والاعتزاز بها في نفوس موظفيه؛ الأمر الذي يمكنه من كسب ثقتهم واحترامهم. وتتضمن أيضا أن يقدم احتياجات أفراده على احتياجاته الشخصية، وتمتعه بصفات كاريزمية تجعله محل إعجاب وتقدير الآخرين، مما يدفعهم للحرص على الاقتداء به وتمثل سماته والاستجابة لتوجيهاته.
- التحفيز: ويطلق عليه أيضا (الحفز الإلهامي، الدافعية الإلهامية)، ويعني هذا البُعد أن يتصرف القائد بأسلوب يدفع ويلهم مرؤوسيه، من خلال جعل أعمالهم ومسؤولياتهم أكثر تحديا وذات قيمة، وما يترتب على ذلك من رفع الروح المعنوية والحماسة والتفاؤل لدى الأفراد، بل إن القائد التحويلي يسعى لإشراك مرؤوسيه في بناء الرؤية لمستقبل المنظمة، كما يصف لهم بشكل واضح درجة الأداء المتوقعة منهم والمستقبل الذي ينتظرهم.
- الاستثارة الفكرية: وتعني قدرة القائد على جعل أفراده يتصدون لحل المشكلات الروتينية في العمل بطرق جديدة وإبداعية، وتصحح نظرتهم إلى الصعوبات، باعتبارها تحديات ومشكلات تحتاج إلى حل، والبحث عن الحلول الإبداعية للمشكلات المعتادة، ولهذا يطلق عليها أيضا استثارة التفكير الإبداعي.
- الاعتبارات الفردية: وتعني اهتمام القائد بمشاعر أفرده من حيث التحفيز، والتوجيه والنصح والاستماع إليهم، والاهتمام باحتياجاتهم وإنجازاتهم، من خلال تبني استراتيجيات تقدير الأداء والإنجاز، واعتماد سياسة الاتصال المفتوح معهم، وإسناد الأعمال حسب مستوى صعوبتها إلى الأفراد حسب مستويات تمكنهم وجدارتهم.
- التمكين: ويعني أن القائد التحويلي ينقل سلطة اتخاذ القرار إلى الصفوف الأولى من الأفراد، حتى يمكنهم من الاستجابة بشكل فعال لطلبات العملاء ومشكلاتهم وتلبية احتياجاتهم. والتمكين يتطلب التخلص من النموذج التقليدي للقيادة، الذي تستحوذ عليه فكرة التوجيه إلى نموذج جديد يؤمن بالمشاركة والتشاور.
إقرأ أيضا: القيادة في عالم التعقيد والغموض VUCA Prime
مقياس القيادة التحويلية MLQ
وحتى يمكن قياس مدى توفر القيادة التحويلية قام Bruce J. Avolio & Bernard M. Bass بتطوير مقياس للقيادة التحويلية اطلق عليه اسم استبيان القيادة متعدد العوامل (Multifactor Leadership Questionnaire) ويختصر إلى (MLQ) وله عدد من الإصدارات، ويستخدمه الباحثون في دراساتهم وبحوث الماجستير والدكتوراه. وله عدد من النماذج الخاصة بالأفراد والمجموعات، و له عدد من الاصدارات آخرها (MLQ 5x).
كيف تكون قائدا تحويلياً؟
1. تبى رؤية vision تستهوي مرؤوسيك.
2. ضع استراتيجية مناسبة لتحقيق تلك الرؤية.
3. إيصال الرؤيا وتوضيحها للمرؤوسين.
4. أظهر الثقة والتفاؤل في قدرتكم على نجاح الرؤية.
5. كن واثقا في مقدرة مرؤسيك على إتباع الاستراتيجية و تحقيق الرؤية.
والأهم من ذلك وجود الشغف لديك لتكون قائدا تحويليا، وحرصك المستمر على تطوير مهاراتك القيادية.
إقرأ أيضا: صناعة القادة طبخة خفيفة أم تركيبه معقدة؟
شاركني رأيك حول نمط القيادة التحويلية في التعليقات.
اذا أعجبك هذا المقال لا تنس النقر على زر الاعجاب لننشر المزيد..
اتركك مع هذا الفيديو الذي يشرح نمط القيادة التحويلية بمشهد تمثيلي
ياليت تزيد هذه المدونة من سيرة سيدنا محمد عليه افضل الصلاة وأتم التسليم.
تجد ما يثلج الصدر
صلى الله عليه وسلم ..
شكرا لتعليقكم
معلومات قيمة وجزاك الله خير