التفكير التصميمي أسلوب تطويري جميل وعميق، سطع نجمه مؤخرًا، رغم أن الحديث عنه بدأ منذ خمسينيات القرن الماضي، فهو أسلوب واضح الخطوات سهل التطبيق، يصلح للتطبيق على مستوى الحكومات والدول والمنظمات الكبرى، كما يمكن تطبيقه على الشركات والمشاريع الصغيرة بل والأفراد أيضًا.
لهذا نجد كبريات الشركات العالمية مثل جوجل وأبل في طليعة من يطبق هذا النمط من التفكير، لتطوير خدماتهم ومنتجاتهم. وبحسب دراسة علمية فإن 75% من الشركات تعمل على تطبيق التفكير التصميمي في عملياتها الداخلية.
اقرأ أيضاً: مؤشرات الأداء الرئيسية Key Performance Indicator (KPIs)
محتويات المقال
ما هو التفكير التصميمي؟
منهجية تحوي أنشطة الابتكار مدمجة مع أخلاقيات التصميم، والتي تتمحور كلها حول العميل، وإيجاد افضل خيار لحل مشكلته؛ بمنتج أو خدمة مبتكرة ونابعة من صميم حاجته؛ ومتوافقة مع خصوصيته.
فيم تتمثل أهمية التفكير التصميمي؟
تتمثل أهمية التفكير التصميمي في جملة أمور منها:
* التمحور حول العميل:
فالتفكير التصميمي يوجه تركيز المنظمات نحو العملاء، ويوثق دورهم وردود فعلهم نحو المنتج أو الخدمة، لغرض تطوير وتحسين المنتج او الخدمة، ليكون أكثر توافقا مع احتياجاتهم.
* حل المشكلات:
يبنى التفكير التصميمي على أساس فكرة حل المشكلات، فهو يقدم طرقًا أفضل لتحديد المشكلات وتقديم الحلول الناجعة لها.
* مواجهة المتغيرات:
يتميز التفكير التصميمي بالقدرة الهائلة على الاستجابة للمتغيرات، ومواجهة التحديات، والمرونة في التعامل مع الظروف.
اقرأ أيضاً: التسويق بالكواليس..السهل الممتنع
ماهي مبادئ التفكير التصميمي؟
هناك خمسة مبادئ محورية تعتبر محور التفكير التصميمي، تعكس نفسها على كل خطواته المنهجية هي:
1.الإنسانية:
يتميز التفكير التصميمي باستجابته لاحتياجات الانسان وآراء العملاء والمستخدمين، فالإنسان هو المحرك لعملية الابتكار.
2.التعاون:
يهدف التفكير التصميمي لتجميع تشكيلة مختلفة من الأفكار والحلول ووجهات النظر، وهوما يقود إلى الابتكار، من هنا يشجع التفكير التصميمي على التعاون بين الفرق غير المتجانسة وذات التخصصات المتنوعة، والتي ربما لا تعمل معًا في العادة.
3. التفكير:
يركز التفكير التصميمي على البحث عن الحلول، لذا فهو يركز على جمع أكبر عدد من الأفكار والحلول للمشكلة المطروحة، فالتفكير بأنواعه يعد عملية محورية فيه.
4.التجربة والتكرار:
التفكير التصميمي يعتمد على التكرار والتجربة، وذلك لأنه يعتمد على تصميم نماذج أولية للحل، تخضع للتجربة؛ لاستكشاف العيوب والقصور في تلك النماذج لتصويبها، والعودة لمرحلة التجربة مرة أخرى.
5.العملية:
يعتبر التفكير التصميمي منهج عملي بحت، فلا يصلح معه مجرد توقعات لردود أفعال وانطباعات العميل بل يعتمد على معايشة العملاء، وإنزال نماذج الحلول إليهم، ورصد ردود أفعالهم على أرض الواقع.
كيف يمكن تطبيق التفكير التصميمي؟
تقوم منهجية التفكير التصميمي على خمس خطوات، ورغم أنها تبدو متسلسلة إلا أن التفكير التصميمي لا يتبع مسارًا خطيًا بحتًا؛ بل ربما يرجع بعد كل خطوة إلى الخطوة أو الخطوات التي قبلها. وفيما يلي الخطوات العملية لتطبيق المنهجية:
1. التعاطف:
في هذه المرحلة تتفاعل مع الجمهور أو العملاء المستهدفين وتراقبهم، وتهدف هذه الخطورة إلى رسم صورة دقيقة عن المستخدمين النهائيين؛ والتحديات التي تواجههم واحتياجاتهم وتوقعاتهم التي يجب تلبيتها، ويمكن تطبيق هذه الخطوة عبر استطلاعات الرأي والمقابلات الشخصية وجلسات المراقبة.
كمثال:
تريد معالجة مشكلة ضعف الابداع والتجديد في منظمة ما، يمكنك عمل استبيان او استطلاع راي بدون أسماء، يحدد معالم المشكلة وتفاصيلها من وجهة نظر الموظفين.
2. تحديد المشكلة:
هنا تأتي خطوة تحديد وتسمية المشكلة بدقة، فتحديد وتسمية المشكلة تعتبر خطوة أساسية لتحديد التحدي التي سوف تتعامل معه، الأمر الذي سيوجه خطوات عملية التصميم نحو هدف محدد للتركيز عليه.
وحتى تكون دقيقًا عند صياغة بيان المشكلة يجب عليك التركيز على احتياجات العميل بدلاً من احتياجات العمل فبيان المشكلة الجيد هو الذي يكون محوره الانسان، وبناء عليه سنعيد صياغة بيان المشكلة المذكورة في البند السابق بالشكل التالي: ضعف قدرة الموظفين على انتاج الأفكار الإبداعية لأداء مهامهم.
3. ابتكار الأفكار:
بعد وضع بيان وتعريف المشكلة بدقة ستنتقل إلى خطوة إيجاد الأفكار، بل أكبر عدد من الأفكار لحل المشكلة، ويمكن تطبيق تقنيات العصف الذهني واستمطار الأفكار في هذه المرحلة، أو التفكير العكسي وتطبيق أسلوب استبعاد الأسوأ عليها.
وفي مثالنا يمكن أن نجد أفكار لحل المشكلة مثل التدريب على مهارات التفكير الإبداعي ووضع إطار عمل يحفّز على التفكير باستمرار.
4. إعداد النموذج الأولي:
بعد حصر الحلول في أفكار محدودة، وتحويلها إلى نماذج أولية مصغرة من المنتج او الحل قابل للتطبيق من الجمهور، وهو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على نهج التركيز على العميل. فيجب أن تخرج النموذج الأولي لمنتجك او حلك للمشكلة في صورة قابلة للتنفيذ من جهة العميل، ففي مثالنا يمكن تصميم برنامج تدريبي للتفكير الإبداعي إضافة إلى عمل مخطط لورش عصف ذهني او تطبيق فكرة صندوق الأفكار.
5. اختبار الحلول:
وتتيح لك هذه الخطوة معرفة جوانب القوة والضعف في نموذجك، وإلى أي مدى هو مناسب للمستهدفين، ويمكن تجربة نموذج الحل على عينة واحدة من الجمهور ومراقبة ردود الفعل والانطباعات بأنواعها وتوثيقها؛ للاستفادة منها في التطوير، وفي مثالنا ننتقل بالمستهدفين إلى دورة تدريبية في التفكير الإبداعي وعمل ورشة استمطار الأفكار وتسجيل الملاحظات أثناء وبعد التدريب.
اقرأ أيضاً: المفاتيح السبعة للتسويق الإلكتروني في المنظمات الخيرية
أفق تطور التفكير التصميمي:
تعتبر شركة IDEO التي تأسست عام 1991م على يد David Kelley, Bill Moggridge, and Mike Nuttall من اشهر الدعمين لتطور منهجية التفكير التصميمي ونشره وتطبيقه عالميًا، وتعد من الشركات الاستشارية في مجال التفكير التصميمي وتصميم المنتجات، ولهم إصدارات وكتب ومؤتمرات عالمية لدعمها.
الصورة الرئيسية للمقال :Photo by UX Indonesia on Unsplash