يقال “جاور الخوف تأمن”. لعل الأمان المقصود هنا يكمن في مضاعفة الحرص على عدم الوقوع في الخطأ او الفشل، والأخذ بكل الاسباب الوقائية، وسد الثغرات التي قد تُمكّن منك عدوا، او تُسخر منك خصما، أو تخسر بسببها علاقة، وقبل كل هذا أن تُغضب ربك.
والخوف أو الخشية أو الفزع شعور بالخطر؛ او التهديد المعنوي وغير المعنوي ينعكس على تفكيرك وقراراتك وسلوكك وتعاملاتك؛ اإذا أحسنت توجيهه اتقيت الوقوع في المحظور .
الخوف محرك النجاح
بالخوف نستطيع اتخاذ القرارات الصحيحة؛ بإعادة ترتيب أوراقنا ومراجعة خطواتنا وسلوكياتنا، لكن بالقدر الكافي من الخوف؛ الذي يثبت اتجاه بوصلتنا؛ ويحافظ على توازننا لأن المبالغة في الخوف او الخوف الزائد قد يكون سببا في وقوفنا في ذات المكان، ويمنعنا من اتخاذ أي خطوة للأمام، الأمر الذي ربما يؤدي إلى تراجعنا أو فشلنا، وكذلك الشعور بالأمان والتخلص من الخوف تماما قد يوقعنا في فخ التراخي، والاكتفاء بعدم التقدم، وعدم التقدم يعني التقادم والتراجع .
الناجحون هم الذين خافوا من الفشل آمنوا بمشاريعهم وحصنوها بأسباب عدم الوقوع في الفشل أو الخطأ أو المحظور، الخوف يساعد على ان نتوقع ثغرات الفشل، وإدراك كيفية التعامل معها وردمها كي لانصدم بها في لحظة حساسة تمر بها ذواتنا، أو علاقاتنا أو مشاريعنا، ولا نستطيع حينها اتخاذ القرارات الحكيمة اللازمة ونحن تحت تأثير الذعر والصدمة، لذا الخوف الآمن يعني اليقظة الدائمة من وقوع الخطر، و التهيئة النفسية والعملية للتعامل معه بعيدا عن تأثير ضغوطات اللحظة .
الخائفون من المستقبل و الذين أتوا من قعر الفاقة والئك الذين قدموا من وسط نيران الفشل هم الذين سجلوا اعلى معدلات النجاح العلمي، وحققوا أبرز الإنجازات البشرية، وصعدوا إلى أعلى مناصب إدارات المشاريع العملاقة. هربوا من خوفهم بإدراك ،حزموا حقائبهم للصعود في سلالم النجاح وهم يتحسسون ندبات الفشل، ويتذكرون قصص الخيبة، ويتخيلون مآلات الشعور بالأمان بلا عمل، وجعلوا من خوفهم حافزا لعدم تكرار المأساة، وفرضوا واقعا مرموقا مختلفا يليق بهم.
الخوف يعني نجاح مشروعك
في السوق والمشاريع التنافسية عند وضع الخطط يؤخذ بالحسبان ” سياسة البقاء والتنافس”، بلا خوف لا تستطيع المشاريع مواصلة الصعود والمواكبة والتطوير؛و بمزيد من العمل على فهم السوق واحتياجات العملاء، وتقديم خدمات أو منتجات متجددة تقطع الطريق على المنافسين، وأي تراخي أو شعور بالوصول إلى القمة سينتج حتما تراجعا في معدل النمو والأرباح.
و في السياسة يتفاجئ البعض بصعود أحزاب صغيرة، وفوزها في الانتخابات على أحزاب حاكمة عريقة، خاضت تجارب طويلة، والسبب هو شعور الأحزاب الصغيرة بالخوف من الفشل أمام قواعدها، وعدم تقدير برامجها وهو الدافع الذي جعلها تواصل العمل طوال الأعوام في لحظات الرخاء قبل لحظات الشدة التي تسبق العملية الانتخابية، في حين انشغلت الاحزاب الكبرى الحاكمة بالسلطة، وربما الفساد والرفاهية وأعطت لحملات الانتخابات وقتا قصيرا، تحت تأثير الغرور والشعور بالنجاح السابق لتتفاجئ بالهزيمة .
يقال ايضا “نشوة النصر غدارة”، حين يأمن المنتصر أنه حسم الأمر محتفلا ، يعود المهزوم وهو يتحسس جراحه وآلامه منشغلا بالإعداد والتجهيز للمعركة القادمة خوفا من تكرار الهزيمة و الشعور بالأمان، ويعاود معركته بإعداد جيد فارضا قوانين الجاهزية والنصر، الشعور بالنجاح الدائم فخ يقع فيه كل من انتكس مشروعه، او علاقاته او نجاحه ووجد نفسه فجأة في الدرك الأسفل للفشل او الهزيمة والسبب انه ظل في ذات المكان منتشيا بأن ما حققه يكفي لتقلبات الدهر وتغيرات المرحلة .
“خافوا فالخوف وقود النجاح”
بقلم / أمين صالح
إعلامي يمني مقيم في اسطنبول مختص في إدارة برامج الإعلام المرئي وتخطيط الدورات البرامجية التلفزيونية وتحرير وصناعة محتوى مختلف قوالب الإنتاج المرئي لدي الخبرة في إدارة البرامج للقنوات التلفزيونية وعمل في إدارة برامج قناتين فضائيتين وشركة انتاج إعلامي كما عملت منتج برامج لقنوات فضائية اخرى.مختص في إدارة برامج الإعلام المرئي وتخطيط الدورات البرامجية التلفزيونية وتحرير وصناعة محتوى مختلف قوالب الإنتاج المرئي لديه الخبرة في إدارة البرامج للقنوات التلفزيونية وعمل في إدارة برامج قناتين فضائيتين وشركة انتاج إعلامي كما عمل منتج برامج لقنوات فضائية اخرى.
ملاحظة : تنشر مدونة حضرمي هذا المقال بناء على موافقة الكاتب ضمن برنامج “كاتب في ضيافة حضرمي” إذا لديك مقال مناسب لسياسية المدونة ترغب في نشره لدينا تواصل معنا
