اللَّهمَّ انصر إخواننا في فلسطين وفرّج همهم وأكشف كربتهم وأخذل عدوّهم

خواطر

حتى لا يفقد العمل الخيري بوصلته

Rating: 5.0/5. From 2 votes.
Please wait...

العمل الخيري والتنموي أحد صور النهوض الحضاري في الأمم، فهو مطلوب شرعا، وضرورة تفرضها معطيات الواقع في بلداننا العربية عموما وفي واقعنا اليمني خصوصا.

وكثرة وتنوع منظمات العمل الخيري والتنموية ظاهرة صحية تستحق كل التقدير والاشادة والمساندة، لاسيما اذا استطاعت ان تحقق مبدأ التكامل او التوازي كحد أدنى.

بين انقاذ الواقع وبناء المستقبل

و بنظرة متأملة في المؤسسات الخيرية في بلادنا نجد أن أغلبها قد توجه نحو المجال الاغاثي والاجتماعي، ونتفهم ذلك إذ أن البلد تعيش حالة حرب وفقد بسببها الكثيرون مصادر رزقهم، وغدت النسبة العظمى من الاسر تعيش تحت خط الفقر.

من هذا المنطلق ندرك أن العمل الاغاثي ضرورة لإنقاذ الحياة. لكن ماذا عن المستقبل، وماذا عن الحلول الوقائية؟! واقصد بذلك العمل الخيري في مجالات: التعليم والتدريب والتوعية.

انحسار برامج بناء وإنقاذ المستقبل

لا يخفى على أحد مدى الانحسار الكبير الذي حدث في دعم المجال التعليمي رغم أهميته فقد شح الدعم للمنظمات التعليمي والمتخصصة في الابتعاث وترميم المدارس وإعاده تأهيل المعلمين، وطباعة الكتاب المدرسي بعد أن رفعت الدولة يدها عن كل هذا.

وفي مجال التدريب غاب دعم برامج التدريب المهني والحرفي بشكل ملحوظ رغم أهميتها، وكونها حل مستدام للفقر والبطالة. هذا فضلا عن التأهيل المهني المتقدم وتطوير قدرات العاملين في المجالات الحرفية والمهنية التي تشهد ضغطا وطلبا متزايدا.

اما مجال التوعية فبغيابه انتشرت الصراعات المختلفة: الحزبية والدينية والطبقية، بل وغذيت بشكل ممنهج. ولا نلاحظ تدخلات ذات أثر في تعزيز التعايش والسلم الاجتماعي.

فالمؤسسات المعنية بتحقيق السلم الاجتماعي والتوعية به انشغلت بالتوعية بأمور أخرى ربما تكون مطلوبة غير انه لا مكان لها في سلم أولويات مجتمعنا في الظرف الراهن كغسل الأيدي او ختان الاناث، فحفظ النفوس وتحقيق السلام والتعايش أولى من كل ذلك.

نحن بحاجة لدعم كبير لمنظمات التوعية بدء من برامج انصار المرور والتوعية المرورية حيث نرى الحوادث تحصد أرواح العشرات يوميا ومرورا بالتوعية الاسرية وتربية الأبناء لحمايتهم من الانجرار للمخدرات وطرق الانحلال والتطرف. ووصولا الى نشر ثقافة التعايش والسلم الاجتماعي بين أفراد المجتمع وتشجيع الحوار ومبدأ قبول الآخر.

الى المحيط الأزرق

لذا أرى أن المحيط الأزرق في العمل الخيري والتنموية لازال يتمثل في هذه المجالات الثلاثة (التعليم، التدريب،التوعية)

وإن كان العمل الاغاثي ينقذ الحاضر فإن العمل في المجالات الثلاثة ينقذ المستقبل.

تخمة وبطالة

أعرف ان لدينا تخمة متزايدة في تأسيس المنظمات الخيرية، ولعل كثير من الشباب لا تعدو الفكرة بالنسبة له أنها مجرد وظيفة!. فمن لم يفلح في الحصول على وظيفة فليؤسس مؤسسة خيرية او جمعية (إغاثية)، وحينها يوظف زملائه واخوانه واقاربه، وهكذا يستمر استنساخ المنظمات.

إن العمل الخيري من الأعمال التي يبتغى بها وجه الله أولا، ثم تحقيق النفع لعباده، وإذا فقدنا هذا المبدأ أصبحت مجرد منصات للاسترزاق، وسيعتريها ما يعتري المنظمات الأخرى من الفساد، وفقدان الهدف.

في ختام هذا المقال دعني أحرك انتباهك لزاوية أخرى واطرح لك هذا السؤال:

ماذا لو وجهنا طاقات الشباب لتأسيس مشاريع مهنية وخطوط انتاج صغرى بدلا من تأسيس الجمعيات والمؤسسات الخيرية؟

Rating: 5.0/5. From 2 votes.
Please wait...

أحمد باحصين

استشاري تخطيط استراتيجي اخصائي تطوير مؤسسي متخصص في التدريب القيادي والاداري وتقديم وإعداد برامج الموهوبين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى