اللَّهمَّ انصر إخواننا في فلسطين وفرّج همهم وأكشف كربتهم وأخذل عدوّهم

خواطر

خدمة العملاء

Rating: 5.0/5. From 1 vote.
Please wait...

دخل العم عبد الله الى تلك الإدارة الحكومية محكما قبضته على اوراق معاملته . دخل غرفة الموظف المختص :

العم عبد الله : السلام عليكم .

الموظف  لم يكلف نفسه عناء  رفع البصر لينظر الى ذلك الداخل من الباب  أو ليرد السلام  فقد كان منهمكا في مكالمه هاتفيه خاصة . وكان صوته يعلو تارة وينخفض الى حد الهمس تارة أخرى واحيانا تعلو ضحكاته لتملأ الغرفه ..

العم عبد الله مازال وقفا يقلب بصره في ارجاء المكتب  . حتى ينتهي الموظف من مكالمته التي استغرقت قرابة الربع ساعة .. والعمل عبد الله واقفا .!

أحس العم عبد الله بالم في مفاصله فتنهد  .. وكأنه يقول للموظف أنا هنا !

نظر الموظف اليه شزرا وواصل مكالمته. حتى استفرغ كلامه وضع سماعة الهاتف .. قائلا للعم عبد الله : ماذا تريد ؟!

يناوله العم عبد الله ما في قبضته من اوراق المعاملة .. يستلمها ذلك الموظف  ويلقي نظرة خاطفة عليها فيرن الهاتف .. ويحمل السماعة : الو .. هلا هلا وينك يا رجل لم تحضر معنا . .. يبدو أنك وجدت مكانا آخر دسما .. اللهم لا حسد . ثم تعلو ضحكته مرة أخرى هاهاها لتملا المكان .. ويستمر في مكالمته قرابة العشر دقائق .. والعم عبد الله وقفا ..انتهت المكالمة بسلام .. ويضع الموظف السماعة وهو يقول للعم عبد الله : نعم ماهي معاملتك ؟ فيرد عليه العمل عبد الله الأوراق بين يديك على المكتب  !

الموظف يرفع الاوراق ويقلبها بسرعة خاطفة .. وفي هذه الأثناء يدخل رجل آخر .. ما إن رأه الموظف حتى انتفض من مكانه ورمى اوراق العم عبد الله على مكتبه  وقام مرحبا  والابتسامة تعلو وجهه قائلا اهلا وسهلا  .. تفضل اجلس  .. كيف حالك .. أي خدمات نحن تحت الأمر …

الله وحده العالم متى تنجز معاملة العم عبد الله بهذا الشكل ..

هذه صورة متكررة يلمسها الموطن المسكين الذي لاحول له ولاقوة ولا وساطة .عندما يبدأ دوامة كثير من المعاملات الرسمية ..

كما تظهر بشكل   نادر في المؤسسات الخاصة والأهلية .. والسبب معروف جدا فالموظف في الإدارة الحكومية لن يحاسبه احد على قلة المعاملات المنجزة أو عن اسلوبه في التعامل مع المواطنين  أو بعبارة اخرى ليس هناك ما يخافه .. هل جربت يوما اتدخل احد البنوك الخاصة أو أحدى الشركات لترى موظف الاستقبال يستقبلك بوجه طلق تملؤه الحيوية  وينجز لك معاملته أو يجيب عن أسئلتك بصدر رحب ؟!

نعلم جميعا ان خدمة العملاء أصبح علما تقام فيه الدورات التدريبية المطولة والتي تعطي المتدرب مهارات وفنون التعامل مع اصناف العملاء  الخجول  والشرس المشاكس  والمتحايل وغيرهم ..

لكن مانرجوه من موظفينا الحكوميين الكرام هو مراقبة الله تعالى والتعامل مع وقت العمل بمصداقية واستقبال الناس الإستقبال اللائق .. قال احدهم الناس هؤلاء متعبين جدا ولا يصلح معهم الا اسلوب الشدة !! قلت سبحان الله إن كان هذا تفكيرك فمن الأفضل لك الإستقالة من عملك أو أن تطلب التحويل لوظيفة اخرى  لاتتعامل فيها مع الناس . يـجب ان تعلم أنه يأتيك من أثقلت كاهله الهموم ومن يشكوا الظلم والمماطلة ومن لم تنجز معاملته البسيطة منذ شهور بل ومنذ سنوات .. كيف تتوقع ان يتعاملوا مع موظف تعامل معهم بالاسلوب الذي سردته لك في بداية المقال ؟!.

أخي الموظف لقد انتدبك الله تعالى لتكون في هذه الوظيفة فكن يدا حانية للضعفاء والمظلومين واصحاب الحقوق  وإجعل  البسمة تعلو وجهك دوما وابدا .

وقد سبق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم اهل العلوم الإدارية الحديثة حينما قال :  (لا تحقر ن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ).

Rating: 5.0/5. From 1 vote.
Please wait...

أحمد باحصين

استشاري تخطيط استراتيجي اخصائي تطوير مؤسسي متخصص في التدريب القيادي والاداري وتقديم وإعداد برامج الموهوبين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى